ثم تتضح لك الصورة أخيرًا و ترى أن كل الذين نظرت لهم بعين الدهشة يومًا ما، كنت أنت من جمّلهم في داخلك فقط، و أنهم ملأى بالزيف، نظرتك الحسنة تجاههم هي من أسعفتهم من السقوط منذ زمن من أعماقك??
لا يوجد روح واحدة تُشبه روحك، ولا شخص واحد يرى العالم بعينيك، ولا أحد قد مر بما مررت به، لا يوجد أحد يفكر في الحياة بالطريقة التي تفعلها، ولا أحد يتعامل مع الآخرين بطريقتك، لك أسلوبك الخاص بالكامل فأنت مكوَّن من قصص وتجارب مُميزة وفريدة صنعت الشخص الذي أنت عليه الآن??
الأمر ليس بهذه البساطة!! أن تتخطّى عشرون حاجزًا بنيتَها لعدمِ الاقتراب، وتقترب.. أن تغلِّف قلبكَ بألف شريطٍ وتعجز عن رمي مقصها من يدك، تُلهي نفسكَ بأشياءَ سخيفة، وسخيفة أكثر مما ظننتَ أنَّك ستفعل يومًا، فقط لتجد نفسك بعيدًا بعضَ الشيء، ولا تجد سوى قدمينِ عاقّتينِ، تمشيان عكسَ ما أردت ليسَ بهذهِ البساطة، أن تحلمَ بوردة وأنت عالقٌ بحقل من الشوك متعِبٌ والله، متعبٌ جدًا أن تقوى مشاعركَ عليك أن يكبرَ قلبكَ في صدرك، وأنت الذي أكثر ما تحتاجُه أن تنهي وجودَ قلبك??
لطالما أرعبتني قوتي و إرادتي كثيرا، تدهشني عدد المرات التي كان عليّ فيها أن اسقط ارضا ف حلّقت عاليا عوض ذلك و عدد الابتسامات التي خرجَت من لبّ قلبي في الوقت الذي كان كلّ ما فيّ يدعو لأن أتكور في ركن قصيّ من غرفتي ؛ لكنّ حبّ الحياةِ أعماني عن حبّ كل شيء??
كيف للإنسان أن يقرأ نصًّا عابرًا يشبهه تمامًا، وكأنه عاشَ معه التجربة وشاطره ذات الشعور، للحدّ الذي يشعره بأنه كُتِبَ عنه ولأجله تحديدًا؟ كيف بوسع اللغة أن تحتوينا بدِفء وحنان كصدر أُم؟ أن تضع النُقَاط على حروفنا التائهة، أن تجمع ما تبعثر فينا بعد شتات!"??