@AlaaHoMs

Alaa Abbara

Ask @AlaaHoMs

Sort by:

LatestTop

Previous

Related users

.

الشهيد حسين محمد الحسين العكيدي
استيقظت أصوات الليل لتواكب المجاهدين وتتابع زغردت البنادق وتسير مع القافلة ، في السماء نجوم تنادي، واحتضن النسيم الأشجار فباحت أوراقها بحفيف قوي يركض مع خرير النهر الثائر، لبثت واقفة في هيبة صمت مصغية لهم ، وقلبي يزداد خفقاناً بينما القمر يزداد سكوناً
وسط هذا الظلم ارتفعت صيحات غلام مهللً لجأ العابرون إليه والتفوا حوله فكان اجتماع مضيء في حي جميل من حمص العدية ، من هناك انبعثت الهتافات وتعالت الصيحات، وذرفت على صوت حسين العبرات ، صوت لامثيل له في مداه وعمقه واتساعه، هو كالبصمة لا يتكرر
عندليب العدية هو حسين الحسين نشأ في حي الوعر ، تربى على الشهامة والرجولة ، عندما بدأت الثورة انخرط فيها منذ اللحظات الأولى وكان إلى جانب الشهيد هادي الجندي في مظاهرة نادي الضباط الشهيرة
أحب الناس صوته الشجي الثائر، أثر في نفوسهم، حرك أحاسيسهم، فأنشد في معظم مظاهرات حي الوعر القديم والجديد، وأنشد في اعتصام الخالدية، هكذا دخل صوته إلى مسامعهم فانتفضت ثورة عارمة في كيانهم ...
درب النضال درب محفوف بالمخاطر، خلال مسيرتك تتعرف على أناس من نور وتقى وعلم وإيمان حلمهم إحدى الحسنين..
كان يقرع بصوته باب السماء ليطلب من الحق امنيته أن يا الله إجمعني مع رفاقي وأحبتي فيشتد صوته وينشد بصوت مرتفع وبحماس شديد انشودة (حلم الشهادة ) وهي الأحب على قلبه
ولم يعلم أنه سيكون من بينهم ....
اصطفاه الله وانتقاه ليكون شهيدا ..وجعل افضل اعماله خواتيمها، كان قد واظب في الأشهر الأخيرة على صيام يومي الاثنين والخميس تطبيقا لسنة رسول الله عليه افضل الصلاة وأتم التسليم، وفي يوم الإثنين الواقع في 6\2\2012، كان صائما حين اعتدت عربات البردي ام على حي الوعر القديم فتراه يتقدم بخطوات ثابتة غير آبه بالموت، واجه أحد العربات فأطلقت عليه رصاصات الغدر التي أصابته في بطنه وأُلقي ممدداً على تراب الوطن ينزف الأحمر القاني، وبعد ساعات من إصابته استشهد ورُفِع اسمه فوق ضوء الشمس، ولطالما رفع صوته إلى السماء ....
استشهد وبكته عيون كثيرة، بقي في حي الوعر إلى يوم الأربعاء 8\2\2012 بسبب الحصار الخانق على الحي بالمدرعات والقناصة، خرجت في تشييعه الوعر عن بكرة أبيها وحاول الكثير من الأحرار حضور الجنازة ولكن أعاقتهم الحواجز من القدوم ....
لصوت حسين أثر في جذب الناس، أحبوا صوته الثائر، وأثر في نفوسهم، أحبه الصغار قبل الكبار،هو شعلة متوهجة لن تخمد ....
حزنت حمص عليه، بكاه رفاق درب الحرية وأحرار الخالدية، طلاب جامعة خالد بن الوليد وغيرها من أحياء العدية، إلى الآن لازال المنشدون يذكرونه في كل مظاهرة ..
وهل ينسى من عقولهم، ويمحى من نبض قلوبنا ؟!؟ وهو الذي نقش بصوته اسمى معاني التضحية والإباء ...
يا حسين أنت حي في قلوبنا لم ترحل فمن صبحك سيتنفس فجرنا ومن دمك ستنبت الزهور وللحق صولات وجولات وسيعلو الحق ويزهق الباطل لامحالة ...
ذكرى عندليب العدية الشهيد حسين محمد حسين العكيدي 6-2-2012

View more

الشهيد حسين محمد الحسين العكيدي
استيقظت أصوات الليل لتواكب المجاهدين وتتابع

Next

Language: English