أمس فقدتُ صديقًا ثمينًا، كان أحد الملاذات الآمنة القليلة الباقية في جعبتي. لم يمت، لا يزال على قيد الحياة، لكن ليس بالنسبة لي! توازت خطوطنا للأبد في لحظة جارحة، ولم يعد ممكنًا أن تتقاطع! أتذكر: في البداية اصطفيتُه، ثم منحته نسخة من مفاتيح حجرات قلبي -الآمنة والملعونة- ثم أخذتُ أطراف أصابعه ووضعتها على كل الجراح والثقوب التي خلّفها الراحلون، أما كل ما طلبته منه في المقابل، فأن يكون -فقط- إنسانًا، فاستخفّ بي.. ولم يكن! تهزمنا الخسارات والتوقعات، يهزمنا العشم وحسن الظن، تهزمنا التربية الحميدة في بيوت آبائنا ونصائح الجدّات، وتمزقنا محاولات ادِّعاء البراءة، وإلقاء الكرات في ملعبنا حتى تحجب عنا وهج الشمس، لكن أكثر ما يجرح مع نزول تترات النهاية:اننا كنا نعتقد -بسذاجه- انهم مختلفون ولم يكونوا🖤
تأكد أن كل ما يُحتمل أن يفسد، فسد. بعد أن تجرب كل هزيمة ممكنة، ستعود بقلب جرب الخيبة، ولم يعد يخشاها، بوجه نال حظه من الكدمات، ستشعر للمرة الأولى بشجاعة حقيقية، ستمضي في الحياة بغير عائق، وسيتجنبك الناس، وفوق كل شيء، ستنام مطمئناً في الليل🖤
أعرف أنني شخص عابر في حياة الجميع، أؤمن كل الإيمان أنني لا أناسب أحدًا، ولأنني اعتدت على الفقد فأنا أعرف ألَّا أحد يبقى لأحد، عقلاني جدًّا للحد الذي يجعلني أؤمن بكل الأفكار التي تجعلني أتقبل بصدر رحب وهدوء تام الخذلان والصدمات والفقد والهزيمة🖤
بحب تعاليم كتير في الدين، لكن لو ليا إن أختار مبدأ فيهم شامل تقريبًا كل حاجة، هيكون:" اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك." كأنك تراه. انت فعلًا مش شايفه حقيقة ملموسة بايدك، لكنه فكرة دايمًا حاضرة في ذهنك، اللي بالتبعية هيخليك شبه تعمل كل حاجة صح (أو أكبر نسبة ممكنة). الشرف مش محتاج رقيب خارجي، محتاج تكون انت رقيب نفسك. مش من دافع خوف ولا حد هيحاسبني، لكن "أنا" اللي مقبلش على نفسي إني أعمل كدا. الحب وصف هشّ دايمًا للي محتاجينه. أو أنا على الأقل لا أؤمن بوصف الحب لإنه حقيقي ضعيف ضعيف جدًا للي يبني علاقة قوية محترمة بينك وبين أي حاجة/حد. محتاج انسان يبقى هو مع نفسه شريف، لا يقبل "على نفسه" مش عليك، إنه يكون دنىء. الشريف مع نفسه، اللي بوصلته نفسه، عمره ما يهينك ولو في خياله🖤
لماذا تحرق النار ؟ لأنها نار لماذا يطفئها الماء؟ لأنه ماء لماذا يرتوي به النمر ؟ لأنه نمروكان "هن-تشو-كان" قد فهم منذ أعوام , ذلك التسامح المطلق مع طبائع الأشياء , لأنها لا تكون سوى نفسها , و ليس لك أن تتوقع أكثر من أي شيء , حين تفهم أن النار لا حيلة لها إلا أن تحرق , و الماء لا حيلة له سوى أن يطفئ , عندها تغفر للثعبان لدغته و للقط خدوشه و لخصمك ضرباته
يا الله : أنا الشخص الذي تعرفه أنت لا الذي يعرفه الناس ، وحدك كنت شاهدًا على حروبي مع ذاتي ، وصراعاتي وكل تلك اللحظات التي كادت أن تهزم ولم تفعل، إلهي العظيم : إني أجاهد كي أكون في صف اللذين تحبهم ، إني اسعي ألا أتلوث وألا تغضب مني أو ترفضني ، أنا العائد إليك دومًا وانت المُعتاد على عودتي ، الغني عنه مؤمن بك ثم اني احبك، حتي لو لم تكن افعالي بها من الحب شيئا إلا أنني أحبك ، وعزتك و ربوبيتك أحبك ، أعني علي فإني عدوي🖤
العتاب واللوم يكلفاني الكثير من المجهود والطاقة التي لا أملكها، لذلك بدأت أتقبل أعذار الجميع بل وإن شعرت إنهم لا يملكون أي عذر، أصنع من خيالي أعذار لهم لتستمر الحياة فقط، المناقشات أيضًا مزعجة، لا أحد يقتنع بسهولة بوجهة نظر الآخر على العكس كبريائهم يمنعهم دائمًا من الأعتراف بالخطأ ولذلك كنت أنسحب فورًا وأعلن أنني مخطيء ليس من أجلهم، بلا من أجل سلامي النفسي، لم يعد شيء يغضبني، لم يعد شيء يثير فضولي، ولم أعد الاحظ وجود الناس، لقد تأقلمت على كل شيء🖤
كانت أكبر أخطائي في هذه الحياة أنني استنزفت نفسي وكل قواي في أشياء وتفاصيل كان علي فقط ببساطة أن أتجاوزها وأن لا أعيرها التفاتة لعينة أو أي إهتمام، ولكن تجاهل هذه الأشياء كان صعباً علي، كان قاتلاً. ورغم ذلك أتساءل أحيانًا أي سراب جرّني لهذه الهاوية المظلمة، لهذه الأهواء اللعينة، ولكن لا إجابة. لا إجابة علي شيء غير أنني أنا الذي لطّخت بالآلام قلبي وروحي، أنا الذي واجهت القلق دائمًا في كل زاوية، رغم أن غايتي الوحيدة هي كانت إيجاد الطمأنينة🖤
لن تنسى أبدًا تلك الليلة التي أعلنت استسلامك فيها، وتمنيت لو كان بمقدورك أن تبكي شيئًا أعمق من دموعك، أو أن تتقيء روحك؛ لكنك استيقظت وأنت تشعر بقوة لا تفهم مصدرها، استيقظت وأنت شخص آخر لا يشبه الكائن المهزوم الذي كنته بالأمس...
غالبًا الإنسان بعد ما بيمر بوقعة نفسية صعبة وتقيلة على روحه، بيقف مع نَفْسه ويحاسبها بقسوة، وبيتوجع لما يفتكر خذلانه لذاته وتقليله من قيمته، وليه وإزاي سمح لناس ميستحقوش إنهم يؤذوه، بيتألم آه بس بيطلع من المرحلة دي عارف قيمة نَفْسه كويس، دايرته المُقرَّبة أصغر بس حقيقية، ومتصالح مع عيوبه، ومش مستعد حد يقلل منه أو يحسسه إنه مش كفاية...
أحاول دائما ألّا أتورّط بالحكم على أحد.. والأمر لا علاقة له أبدا بأخلاقي، أو بفكرة أنني إنسان جيّد أم سيّء... إنَّما المسألة متعلّقة بحقيقة أنني لن أعرف أبدا ماهيّة الظروف التي مر بها الشخص الذي أمامي.. وكيف حكمت ظروفه قراراته.. وحتى لو حدث وأخبرني بتلك الظروف، فلن يكون بإمكاني أبدا أن أضع نفسي مكانه.. الأمر معقّد جدا.. وأجهل تماما خلفياته الثقافية والنفسية.. وكيف شكّلت فكره.. أو مدى تأثيرها عليه.. لذلك سأظلّ دائما عاجزا عن فهم الأسباب الحقيقة التي دفعته لفعل ما فعل.. تماما كما لن يفهم الناس أبدا ما يدفعني لفعل ما أفعل..فالأمر كله متعلّق إذن بالمعلومات اللازمة للحكم.. وبما أن معلوماتي ستظل دائما ناقصة، فلن أصدر أحكاما أبدا.. التعاطف أو الصمت، هذه خياراتي.. لا أكثر..