قد يبهرك صغير بالسِنّ بسداد رأيه وحكمته، وتُصَاب بالخيبة من إنسان توالَت عليه السنين بحُمقه وطيشه، لتعلم أن النضج والحكمة ليست مرتبطة بالعمر، بل ببُعد النظر، واتزان الفِكر، وسلامة منطق العقل، وأحيانًا هي هِبَة يهبها الله لمن شاء من عباده.(ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا)
يُؤْتَى بأَشَدِّ الناسِ بُؤْسًا في الدنيا من أهلِ الجنةفيُصْبَغُ في الجنةِ صَبْغَةًفيقالُ له : يا ابنَ آدمَ، هل رأيتَ بُؤْسًا قَطُّ؟فيقولُ: لا واللهِ يا رَبِّ، ما مَرَّ بي بُؤْسٌ قَطُّ.
قد تدفعك فتاة واحدة أن تحب مدينة ، ثم حي ، ثم شارع ، ثم أصحاب الدكاكين الموجودة فيه ، ثم الجيران ، ثم بيتها ، ثم والديها ، ثم لونها ، ثم قهوتها ، ثم المشي لمسافات طويلة ، ثم التفاصيل الصغيرة ، فتاة واحدة.. عيون واحدة قادرة على جعلك حَيْ بكل ما تحمله كلمة حَيْ من حياة مخزونة!
مازلتُ لا أستوعب كيف يكون الإنسان ملتزماً تجاه الآخرين بحذافير اللطف واتقاء شرِّ إيذاء القلوب لكنَّهُ مع ذلك، لا ينجوّ من خيبة أو إيذاءٍ أو حسرة.كيف ؟!