آاهٍ من صوته ، من عينيه ،من عُنقه ، من سريرهِ الذي يعبثُ بحقول البنفسجِ في صدره ، مِنْ مِعصمه مِنْ قميصهِ الذي يُعاني الخدرِ مِنْ رُطوبةِ جلده ، آاهٍ مِنْ جُنونِ فمه من الليل الراقِص فوقَ أَهدابهِ ، مِن رُجولته وعِطره من كل الأشياءِ التي تُرهقني وصولاً إِلى مكامنِ لذته ..
جداً مُثيرة في تفاصّيلك البريئة في إبعاد الشعر عن قمرٍ أو الانهماكُ في الضفّيرة ، في الغناء لوردٍ يفوحُ إعجابًا يُقبل وجنتيك الجميلة في الضحك ، في الرقص العفويّ تُحركين رغبات الحُب بإصبعٍ صغير تشلّين فيّ التفكير تدفعينني إلى الانهمار أنا الجائع إليكِ دائماً أنا المُتزن سابقاً ، أنا الشّديد ..
ثمة شيئاً فيه مَصنوعاً من السِحر مَخلوطاً بِالعِطر مُتأرجِحاً بين نعيم الجنة ولهب الجحيم , نظراته الشّهية فمهُ الصغير دقة أَصابعه في قياس رختري المُشتعل , انكماءةِ حُضنه صوته الرجولي خُشونة وجهه , كل شيء يوافقُني و يتناسب تناسباً دقيقاً مع جسّدي وحرارتي مع شمّي وتذوقي ..
يهّمس تداعب حُروفه أوردتي تداعبُ قلبي أنفاسهُ تسيطرُ عليّ ، على ديني أنا ، لم أذُق حرامًا من قبل لكنني معه عرفتُ معنى السُّكر معّنى غياب العّقل من نظرةٍ ، من لمسةٍ من همسةٍ فأقَلّ ..
حين تُعانقُني تغسلُ روحي وتنشُرُها برفقٍ فوق صدركَ القُدُسيّ حينما أتعرّى أمامكَ بلا خوفٍ من صرخاتِ ظلامي أريدُ أن أبكي كالأمطار أريدُكَ , أريد أن أجري على جِلدِك وأذوب مثلَ القطرات , أريدُك بداخلي أنا لم أرغب بشيءٍ أكثر من رغبتي هذه والربُّ العليُّ شَاهدِي ..
كانت الأجمل بالأسود ، الأرقّ بالأزرق ، الأكثر إثارة بالأحمر ، في عينيها سِر الأحاجي ، وفي نظراتها اليقين ، تُسدِل شعرها فيعلُن المساء حلوله ، تُزيّن الشامات جسدها كما تُزيّن السماء النجوم ، كان للثبات مَعنى قَبل خُصرها ، إن تَمايلت تمايل العالم من حولها ، وإن ابتسمت تَجرَّد العالمُ من وحشيته ، كانت الرِّقة منبعها ، كانت الغِواية بِلا تكلّف ، الأنوثة بِلا تصنّع ، شهيّة ، بَهيّة لم تَكُن أنثى عاديّة ولن تكُون ..
يربطُ على خُصري قماشًا من وردٍ صوتُ قدمي حين ترقصُ أغنيةٌ يردّدها في رسائِله ، حين يصحو يدخلُ مشهدُ غرقي فيهِ بالأمس إلى عَينِه ، وعند نومِه يودّع وسادته ويقول لقلبي اقرأ عليّ باسم ربِّك ..
يتسرّب لونُ المخملُ إلى السماء منظرُها باردٌ ومُغرٍ للإقامةِ بين ذراعيك والتدفئةِ إلى أن ينتهي لقاءُ الأرض بالمطر ، إلى أن تخضرَّ كل الضواحي وكلُّ الصحاري إلى أن يعودَ نبيٌّ وتخرجَ نارٌ إلى حشرٍ ، إلى صَيحةٍ وإلى النعيمِ الأبديّ ..
أحلمُ بالمساء الذي تنعكس فيه صورتنا معًا على الفنجان حين نشربُ أطيب ما يتذوّقه إنسان ، تقولُ بأن جلدي سُكريُّ الطعمِ وتطلب أن أترك شَرابك مُرًّا ، تستدعيني لرقصةٍ حالِمة تُقبّلني ، وتأخذني إلى المرآة تصفني بأوصافٍ تفجّر احمراري ، على ضوء الشمعة أنت نارٌ وفي جسدي الذوبان ..