أنا لا أعرف كيف يتجاوز الناس أحزانهم، أو كيف يستيقظون صباحًا، تحديدًا أول صباح بعد رحيل الأحبة، ما الذي يمنعهم من الانفجار في البكاء أو القفز من البلكونة أو على أقل تقدير كيف يستيقظون أصلا. يعني، فعلا، ما أول ما يفكرون به عندما يدركون هكذا وفجأة أنهم وحيدون تماما وأن كافة تفاصيل حياتهم عادت كما كانت ربما بشكل ما نسيوه لفرط ما انفصلوا عنه بوجود الحبيب؟كيف يملئون الثقب إياه في القلب؟ ويتجاوزون كسرة الروح عند المرور بالأماكن والقيام بما كان منذ قليل مشتركًا وبديهيًا؟ كيف يتحملون السذج المتنطعين أصحاب “كله بيعدي” دون أن يكسروا صف أسنانهم الأمامي بلكمة غاضبة تحمل كل خيبة الأمل الممكنة والوحدة الموحشة في العالم؟ كيف يتوقفون عن الكلام عن الراحلين لكل من هب ودب؟الأهم، لماذا يجب أن يكون هناك كلمة مسمومة اسمها “تجاوز"؟
"هل وقعت في الحب من قبل؟ مريع، صحيح؟ يجعلك هدفًا سهلاً، يفتح قلبك وصدرك.. لذلك الإنسـان الذي يمكنه الدخول يمكنه تدميرك من الداخل تمامًا."- يقول نيل جايمان.
ولازم الناس تفهم إنه في أشياء مافيها عتاب ، الكزب مافي عتاب ، قلة الاصل مافيها عتاب ، الكيد والغيرة والأذية المقصودة ما فيهم عتاب ، اشياء كثير ما بنفع اعاتبك عليها ، من حقي أتغير من دون مبررات ، أو حتى اني أختفي من حياتك تماماً ... من حقي جداً 💙
"لقد فاتني أن أكونَ إحدى نبضاتك ، خصلة في شعرك، شرياناً في قلبك،فاتني أن أكونَ مقطعاً في معزوفةٍ موسيقيةٍ تُحبها، أو دمعة فرح لكلمة سمعتها كُنتُ أود رسم خطوط يدك على حدقة عيني اليمنى، كُنت سأحفظ عرض ابتسامتك،كم سنتمتراً تأخذ من وجهك،عدد أسنانك التي تُرى،هل تصغُر عيناك عند رؤيتي ،أم تتسعا،فاتني أن أُلوح لك بعد لقائك وأهمس لك بكلمة لا يفهمها سواك ، كان لديك متسع للدنيا إلا للحظاتي الصغيرة تلك ، كان لديك المشاعر العظيمة لكل العالمين إلا لقلبي."
"غنَت جوليا يوماً :" يا قصص عم تكتب أسامينا"، لم تكن تعلم جوليا حينها أن قصصنا اليوم باتت سرعان ما تُمحى، ليس فقط أسماؤنا، الصُدَفُ الجميلةُ، المواقف، هواتف الليل الطويلة، الأحزان التي يمكن أن نتشاركها مع أحدهم يوما ما، لحظات الفرح الجنوني، المشاوير المفاجئة، تمتمات الجميع حول جمالية علاقة ثنائي معين، التضحيات، صخب المشاعر، لمعة الأعيُن، رجفة القلوب… و هول التعلّق، الصورة التي رسمناها بأعيننا لكي يراها العالم أجمع، كلّها باتت تنتهي بمكالمة أحيانا، بلحظة جفاء، بفُجائية سفرٍ، بلحظةٍ.. لحظةٍ تُثبت لنا كم أنّ الإنسان ظالمٌ للذكرى، وحدَها فيروز صدقت عندما غنّت ما كتبه جبران: " إنّما الناسُ سطورٌ، كُتِبَت لكِن بماء.". "
" لقد مات صاحبي مرّات ومرّات في داخلي، ولم يزل حيّـاً، مثل أخٍ صغير، ثم أمسى فجأة مثل ورقة رقيقة وجافّة. كنت خائفاً. أثمة شيء أكثر من الموت؟ نهاية أخرى للصداقة؟ "