بعد شهر مزدحم كامل في دراسة الجهاز القلبي الوعائي..بكل تفاصيله المملة والمعلومات القديمة والجديدة، القلب، حجراته .. عدد الفتحات و ملمس العضلات و كل ثنية وكل ارتفاع صغير في كل حجرة .. الشرايين الداخلة و الأوردة الخارجة .. كيف تكوّن منذ أن كنت مضغةً في في رحم والدتك.. اللونان الأحمر والأزرق اللذان لا يمتّان للحقيقة بصلة .. مراحل تلك النبضتين .. اللتين تسمعهما لتطمئن بأنك لازلت على قيد الحياة .. دخول الدم خروجه ، توزيعه .. وظيفته ، نقله.. نقصانه ، زيادته .. زيادة عدد النبضات، نقصانها.. تأثير كل العناصر الكيميائية على تلك النبضة.. زيادة عدد خلايا طبقاته .. نقصانها..، تأثير حالتك النفسية وقلقك الدائم على تلك النبضة .. الا أنني لم أجد معلومة واحدة تفسّر كيف يُفتح قلبك ويُقذف به حبّ أحدهم..
كيف يمكن أن نقول لهم أنّنا نحب الكلام الجميل بقدر ما بتنا لا نؤمن به، و أنّنا نميل نحو الإهتمام بالقدر الذي بتنا نخاف أن نفتقده بعد حين، كيف يمكن أن نعلمهم أنّنا حتى الآن نفرح بالخطوات المفاجِئة و المبادرات الجنونية ، لكننا نقابلها بالتجاهل لأننا نخاف خذلان اللحظات الجميلة لنا، نخاف النهايات بالقدر الذي نحب فيه البدايات و حرارتها، نخاف على أنفسنا، بالقدر الذي نتمنى لو نجد من نسلمه إيّاها بكلّ ما أُثقلت من مخاوف و هواجس، ليبادرها بكلّ ما أوتي من إحتواء و حب 💛 !