📚⚘⚘
لم يكن سهلًا عليّ التخلٌّص من بقاياك، رغم كل المحاولات التي اصطنعتُها إلى وقتٍ قريب.. كتبتُ مرارًا في محاولة للتخلّص من الكلمات التي يحويها صدري تجاهك، نصوصًا طويلة، وبعضها لم يتعدَّ بضع كلمات، كنتُ قاسية فيها أحيانًا، وأخرى كنت أزعم أني لا أبالي، ومرات كثيرة كان يباغتني فيها الحنين، ليس الحنين إليك، لكنه الحنين إلى شخصي الذي كنتُ عليه قبل أن نلتقي.. كتبتُك مرات كثيرة لم أُرزَق فيها الثبات على موضع، وكان التأرجُح فيها هو سيد الموقف.. محاولات أن يعود المرءُ إلى نفسه القديمة شاقّة جدًا، كأنه يسير الطريق كله بظهره، ولا سبيل لأنْ يتعاطَف تجاه نفسه وكأن كل ما حدث كان بيده.. هكذا كانت تراودني الفكرة في كل وقت، عند الصباح، في الظهيرة، قبل النوم، حتى في الأوقات التي كنت أنشغل فيها من أوّلي لآخري، وكنتُ أعود ممتلئًا بكل شيء إلا مِنّي.. فكرة التخلُّص من شخص سهلة جدًا، تنتهي باصطناع مشكلة، أو بانسحاب طرف من الأطراف، أو حتى مجرد حظره.. لكن الذي يستنزفني هو التخلُّص من بقاياه، وكأنني أحاول ترقيع قلبي من الكلمات والمواقف، وبعض الذكريات..