لا تُوجد أسباب تافهة للبُكاء وليس كل البُكاء يعني الحُزن فقد تُعاني من الضغط فتجد نفسك تبكي رُغمًا عنك بلا مُناسبة أو سبب واضح وقتها، لكنك تبكي أحيانًا تبكي لتذكر شخصٍ ما رحل عنك فجأة أو صدف عابرة جعلتكَ تبكي من فرطِ الإشتياق لشخصٍ ما، لم يعد بإمكانك مُعانقته أو على الأقل إخباره بأنك اشتقت إليه، قد تبكي من الركض خلف أحلامك البسيطة، لأنك تعبت من الركض وتحتاج للتوقف قليلًا، أو تبكي من قوتك وثباتك لأنك تُريد الإنهيار وأنت لا تملك تلك الرفاهية، تبكي من قوتك في التجاوز السريع، التغافل، والتناسي، وكأن ليس بإمكانك أن تقف عند نقطة مُعينه لتستعيد روحك التي إستهلكها التجاوز، تبكي من المسؤوليات التي تُحاصرك في كل مكان، فليس بإمكانك الإختباء عن العالم أو من فرطِ اليأس وفُقدان الأمل والشغف، حتى أتفه الأسباب كالبُكاء حين ينقلب فنجان قهوتك، قد يكون سبب تراكمات إنفجرت في قلبك دفعةً واحدة .
بطريقةٍ ما ستدرك أن الطريق الذي اختاره الله لك كان أفضل ألف مرة من الطريق الذي أردته لنفسك ، وأن الباب الذي أُغلِق في وجهك ألف مرة كان وراءه شرٌ محض ، وأن اليد التي أفلتتك لم تكن تناسبك منذ البداية ، وأن البلاء الذي أنهكك لم يكن سوى رحمةٌ مُهداة ، وأن انهيار الأسباب من حولك لم تكن بالقسوة التي ظننت ، وإنما هي سنة الله في خلقه ، وأن الأمر الذي جفاك النوم من أجله لم يكن يستحق كل هذا ، وأنك قلقت أكثر مما ينبغي .. بطريقةٍ ما ستدرك أنك لست مالك أمرك ، وأن أمرك إن ضاق واستضاق ، له ربٌ هو أولى به ، وأن الله رحيم .. رحيم بالقدر الذي يُنجينا من شرور البشر ، ومن أنفسنا حين لا نقوى عليها .. !