المثيرُ للسّخريةِ، أي رفيقي أنّني لطالما كنتُ شخصًا جامدًا- يسخر من عواطف الآخرين، حتى ابتليتُ بعاطفةٍ تكبرُ معي. عاطفةُ أُمٍّ قالوا، و قالت من أُلقي عليها بظلالي أنّها عاطفةُ انسانٍ حقيقيّ. يُبكيني كلّ ما يُبكيني، يؤلمُ قلبي بقوّة. أنا الّتي كانت حتّى فترة قريبة تُجاهر بقوّتها، أتجرّد رُغمًا عنّي أحيانًا من كلّ قوّة و صبر، من القسوة و البُرود القاتِل، و تنهمرُ دموعي كمطرٍ مَوسِميّ، لم أعد أبالي حين تخونني بناتُ عيني، لتفعل، يُقال أنّ الدّمعَ كبرياء.. ما عاد شيءٌ يُضحِكُني بسهولة، هل حقًّا أن تنضج يعني ألّا تشعر إلّا بمرارةِ الأيّام؟ الصّمتُ كبرياء، قالوا.. أخافُ، يا رفيقي أنّ يُباغِت وقتنا معًا كبرياءٌ غير مُبرّر، ألّا تتقبّلني، و ذات يومٍ أستيقظُ فلا أجِدُك. أخافُ، ألّا أترُك أثرًا و أن يُدرِكني الموت و لازلتُ أُبرّر لنفسي بالظّروف الصّعبة و أنا أعرف أنه لو بذلت جهدًا أكبر سأتخطاها، أخافُ أن يبقى كلّ ما تمنّيته مجرّد أمنية للطّفلة ذات العشرة أعوام، و الّتي كلّما باحت بها ميّزت العُيون المُزدَرِية لقدرها و قدرتها، أخاف، و لا أراك تُمسكُ بيدي، لتخبرني أنني أستطيع! أنتَ تُراقبني من بعيد و تبتسم و تهزّ رأسك كأحمق، تُشاهدني فحسب، لا أنتَ تكترث حقًا و لا أنت تُنجِز، أأنتَ رفيقي فِعلًا؟ و بعد كلّ هذا، أُحادثُ نفسي و لا أملِكُ سِواها لأسند نفسي و أمضي.- جُمـٰان.
أنا شديدة الوضوح و غامضة بشكل قد يخيف البعض، جادة ساخرة و صريحة. هادئة، حالمة و واقعية. قوية العاطفة، و قاسية. نشطة جدًا لكنني باهتة، ترى بعض الصديقات أن صوتي يذكرهن بأيام الطفولة، و هناك من امتدح ذوقي في انتقاء الثياب.