كتبتُ لابنة العم في الأمس تعقيبًا على أمرٍ كتبَتْه ووصفتْ به الوحشة التي يحس بها المرء وهو يكبر: كأطفال، نحن أحلامٌ بأقدام، لكن عندما نكبر، صدقيني كل ما نملكه لنعرف أنفسنا هو الذكريات، وإلا ضعنا وتركنا التيار يجرفنا مع السيل، إلى الهاوية. ولهذا بالتحديد يا رفيقة أنا أدرك تمامًا الشعور بالخواء لأننا نرحل والأماكن تتغير ولا يعود بالإمكان أكثر مما كان، لكننا أيضًا نكبر. قد تشعرين أنك تخسرين، أن هناك شيئًا مؤلمًا يقرص قلبك وأعيذ قلبك من كل حزن وخيبة، لكن كنز الذكريات هذا هو ما يرسم الابتسامة على الوجوه في الأيام الحالكة، لأنه يجعلك تدركين أن في داخلك قوةً لمواجهة ما ظننتِ أنه صعب كالخوض في مستنقعٍ مُوحِل، لكنك عبرتِ، وستعبُرين، إن في داخلك قوةً أغبطك عليها وبشدة، لا تدعي المشاعر اللحظية السيئة تأكل لحظاتك الجيدة مع أشخاصك المفضلين. ١٩ تشرين الثاني ٢٠١٩م.
"ودخلت إلى المكتبة وتعانقت عينانا لثانية قبل أن تشيح عني لصديقتها وتبتسم ابتسامةً قُطنيّة، كنت أختلس النظر إليها كل حين وأجزم أنها تدرك أنني أفعل، لكن، لا تبالي؟ غريبةٌ تلك الفتاة.."
"يميل قلبك لشخصٍ لسبب مجهول، لهالة الحضور ولما تحكيه العينان، حتى تنقشع الهالة ليظهر تحتها مُحب الظهور والاهتمام، ويحصل عليه، وهذا يجعلك تشعر بالانزعاج وترجو أنه سيخفف الميل حتى ينعدم من داخلك أبد الدهر."
أنا قبيلة كاملة وتحت هذا البند، بما أنه لا توجد مدينة لتحتويني، أحتويني، وأرفع يأتي مع حزني واكتئابي، وأتظاهر بأنني أحمل ريشة، ثم أمضي بوجهٍ مُبتسم، متجاهلةً خطّ الدّم الذي يطول من ورائي.
"أَشعرُ بالملل، ببرود الأيام، فقدتُ رغبتي بقراءة الكُتب، بمُشاهدة الأفلام والكتابة وحتى البُكاء، لا أودّ التواصل مع أحدّ ولا أشعر بأيّ رغبةٍ في مُخالطة الناس، كما لا يهمُني بتاتاً أن يُساء فهمي، لا شيءَ سِوى النوم والاستيقاظ على أملِ أنّ تمضي هذهِ الأيام." — أحمد خالد توفيق
"مع مرور الزمن يصبح أمرا صعبا أن تشرح نفسك للغير.. تكتفي بالصمت وتدع الآخر يفسرك كما يريد.. لا يهمك إن ظن بك سوءا أو فهمك بشكل خاطيء.. لقد اكتفيت.. لم يعد يهمك أن تكون الشخص الجيد والمثالي دائما.. أو أن يرى الناس بك كل ما هو جميل فقط.مع مرور الزمن.. تصبح الأنانية صفة محببة إليك.. الأنانية في أن تحمي نفسك من الآخرين.. الأنانية في أن تفعل أي شيء ترتاح له بغض النظر عن كل المعارضين.. الأنانية في أن تحب كل ما هو لك.. ولك كل الحق في الدفاع عنه إلى أبعد مدى ممكن.مع مرور الزمن.. تتعلم أنت الحياة.. تتلقن فنون العيش والتعايش مع كافة تصبح أكثر نضجا.. وتعقلا.. وأنانية.. ورغبة في العيش وحيدا.. لكنك تحاول ما أمكن أن تتعايش في حدود حدودك."
أجدني ما إن دخلت مكانًا حتى هربت إلى آخر قلبي لا يهدأ، داخلي يخنقني، لقد غصت في عتمتي حتى بات العيش على السطح مستحيلًا، إنني أحترق، وأتفتت، وأحمل صبري المنهار على أكتافي المنكسرة، أريد النور، لكن ها أنا أعيش في القتامة الفاقعة. ٥:١٥ م ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٩م.