وكنّا نمشي مُتَوازيين وكُنتَ أنتَ أنت وكُنتُ أنا أنا نمشي معًا ولا نتصادم، كمسارينِ انشقّا عن نهرٍ واحد، لا نعلم إن كان أحدنا سيجفّ أخيرًا أم أننا نصبح واحدًا بمعجزةٍ ما، لا أحد يؤثر علينا، ولا نؤثر على أحد، كلٌ في حال سبيله..
وأنا يا حبيبي أعود إليك، فأنظر لانعكاسي لديك أكتشفني مجددًا، أحاول أن أصلح العطب أنجح جزئيًّا فأذهب، ثم أرجع إليك في كل مرة قلبي ينزف ويدمع، ويسقط الدمع والدم في أرض الجدب تمتصه الأرض الميتة، كما لو لم يكن يومًا، وأعود لابتسامتي في اليوم الذي يليك العطب سرمدي المدى على ما يبدو، وأنا ميتة جدًا.
كانا يتشاجران، وكأنهما لا يعرفان أن الكلمات الحاقدة لا يمكن استردادها ونسيانها. لا يعرفان أن الخصومة بين الناس تكون تامة، أن المصالحة لا تزيل إلا نصفها، وهكذا يضيع جزء من الحب في كل مرة، فيصبح أصغر. أو لعلهما كانا يعرفان ولكنهما كانا عاجزين عن فعل أي شيء. - ميخائيل شيشكين.
أنا تتغيّر في كلّ ثانية، أنا الآن، مختلفةٌ عن أنا بعد ثانية. في البداية يكون اختلافًا بسيطًا، ولكنّه يتسع مع الوقت حتى يدركه عقلك البطيء لاحقًا. كما تحنّ لرفاقك القدامى، ستحنّ لكلّ أنا سبق ومرّت عليك من قبل ورحلت، تركت خلفها صفاتها فيك، ولازالت في داخلك، ولكنّها ذهبت في نظرك. ستشتاق لها بعنف، وبيأس.. الشرط الوحيد لتلك الذكريات، أن تكون انتهت. نحن نشتاق لكلّ ما رحل، لو كان معاناة، أو كان نعيمًا، سنشتاق فقط، لأنّنا نشتاق..خيطٌ رفيع.. بين ما نعتبره ذكريات، وبين ما لازلنا نعيشه، تريد الإمساك بها، تريدها أن تبقى حاضرًا ولا تتركها خلفك لتبقى ذكريات.. تتشبّث بها بكلّ ما أوتيت من قوّة، وتشدها، وتناديها، ولكنّها ستنساب من بين يديك وأنت لا تدري، والأسوء والأمرّ عليك لو كنت تدري، لتكتب في سجلّات الماضي. - سيرين ديرانية.
فقدتُ قدرتي كليًا على تقييم ذاتي، لا أعرف هل لأن شخصيتي انصهرت وانصقلت بشكلٍ فريد، أو ربما أنني لم أعد أبالي بمن أكون! أو لأن الأشياء تساوت عندي ولا شيء مهم، لا فكرة لدي. - مروة پال.
في اللغة المحكية التي لا تتأمل في كل كلمة، كلنا نستخدم عبارات من قبيل: "حياة عادية"، "عالم عادي"، لكن في لغة الشعر حيث لكل كلمة وزنها، لا شيء عادي و طبيعي. لا حجر عادي ولا السحابة التي فوقه بعادية. لايوم عادي ولا الليل الذي يليه عادي. لا حياة عادية لأيّ كان في هذا العالم. - زيمبورسكا.