في العصور الوسطى كانت المرأة مضطهدة، رغم محبتي للأزياء إلا أنني أكره حقيقة ذلك. لو لم تكن المرأة كذلك، لاخترت أن أكون عازفة تشيلو أو أن أمتلك مقهاي الخاص حيث يسمح النبلاء والعامة معًا بالدخول ويعامل الجميع بمساواة.
في جوفي كلامٌ كثير، لكن ما إن أبدأ بالكتابة وأعيد القراءة أشعر أنّه تافه.. عادي. إنّما أنا الّتي تشعر بضخامة كلّ شيء في الدّاخل. ثم ماذا؟ الأمر "تحصيل حاصل" سيحدث وحدث وانتهىٰ، إذًا لماذا لازلت أشعر بالمرارة رغم علمي المسبق ..؟ قلبي راكد، وأشعر أنّ الفراغ يملؤني عن آخري رغم انشغالي الشّديد، ولازلت أشغل نفسي، ولازلت أحاول تشتيت فِكري من هذا الشّعور الأعوَج، أدعو بالسّعادة للجميع، وأحتفظ برغبتي المتملِّكة لنفسي لأنّني عليّ تقبّل دائرةِ الحياة، لأنّ هذا هو الصّواب، لأنّ التّغيير هو الثّابت في هذهِ الحياة المتغيّرة. إنّه يُخيفني رغم عِلمي أنّه سيَحدُث، وهذا ما يجعلُ قلبي ثقيلاً.. لازِلتُ في أوّل العِشرين، ومع ذلك كلّما أغمضتُّ عيني أحلُم بالأيّامِ حيثُ لم يكن للأيّام وزنٌ أمام أحلامِنا، حيثُ كُنّا معًا نضحك معًا نبكي ونتشاجر كلّ يومٍ ولكنّنا نعودُ لننام معًا رُغم أنّنا اتّفقنا -في داخلنا- أنّنا لن نُحادث بعضنا مجددًا. تِلك القُلوب الطّفولية السّاذجة الّتي لا تعرِفُ من الأمور إلّا ظواهِرها.. كانت تلك هي الأيّام التي شكّلت قوّتنا الدّاخلية حين كَبرنا بطريقةٍ ما، تِلك الذّكريات تؤَكّد على أواصِر قُربنا، وهي الّتي مِن خِلالها نَتَقبّل أن ندع الأمر يمضي، رُغم الثُّقب الحالِك الّذي ينخز أعماقنا طوال الوقت. ٣:٥٠ م ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٠م.
"أَشعرُ أَنّ وحدتي ليست بأَشدّ ولا بأَعمقَ مِن وحدةِ غيري مِن الناس، كلّنا وحيدٌ منفرد، كلّنا سرٌّ خفيّ، كلّنا محجوبٌ بألفِ نقابٍ ونقاب، وما الفرقُ بين مستوحدٍ وآخر سوى أنّ الأول يتكلّم عنّ وحدتهِ والثاني يظلّ صامتًا. وقد يكونُ في الكلام بعض الراحة، وفي الصمتِ بعض الفضيلة." — جبران إلى مي