سأقتبس شيئًا من أحد أشخاصي المفضلين. "أشعر أنّني لا أشتاق للأماكن والنّاس بقدر ما أشتاق لأجزاءٍ من ذاتي، أشتاق لذاتي التي تتكوّن في رفقتك، ولذاتي في حضن أمِّي، ولذاتي المرحة، الحزينة، والفرحة، كالعادة، كلّ الأقتعة الرتيبة هي غلافٌ لدورة الإنسان عالية الذاتيَّة والأنانيّة. إنّ الحياة مكانٌ مذهل، مذهلٌ بحيث يسوءه أن يُرى عَبر أعيننا القاصرة، ويحلّل بأفئدتنا النَّاقصة." - سيرين ديرانية.
"إن أسوأ ما يصيب المرء هو فقدان الطاقة إتجاه الأشياء التي سعى للحصول عليها، فقدان الطاقة في التحدث مع الأشخاص المقربين لقلبه، فقدان الطاقة للمناقشات والمحادثات الطويلة، العتاب واللوم على الأشياء التي تزعجه وتثير غضبه، وفقدان الطاقة حتى على التعبير عن المشاعر الجميلة."
خلال حياتي التي امتدت عشرين عامًا، لازلت لايمكنني أن أفهم - بل وانما أتقزز - مِن مَن يتظاهر بأنه حزين وحاله من حال آخَرٍ مَرّ بذات تجربته، الأول اجتازها والآخر لم يفعل، يتظاهر بالحزن، لكنه يصدح بفرحته أمام الجميع، أليس هذا نوعًا من الكذب؟
كان قراري أن أنأىٰ عنِ الجماعة، لا عن الجميع كان قراري أن أرتب أفكاري، لم أقل دعوني وحيدًا كان قراري أن أزداد قوّة، وها هو الليل يبتلعُ شجاعتي، أنا وحيدٌ كعمودِ إنارةٍ تعيسٍ في ناصيةِ الشّارع، في زمنٍ كَدِرٍ كزمنِ كورونا.
“الحمدلله أننا ولدنا ولَنا مَفَرّ نَفِرُّ إليه، لا نُعاني الخواء الروحي، في الحزن نَجِد لمناجاته لذّة، تَهْدأ بِها الأفئدة، نغفو في كَنفه آمنين متوكلين، كونك ولدت على فطرة الإسلام هي أعظم نعمة تستحق الاِسْتِشعَار، كيف حال العثرات والأحزان لولا إيماننا بِه؟”
من السيئ أن تتكرر التصرفات مع تجدد الأحداث، والأسوأ أنها تسترجع ردات الفعل ذاتها.. من السيئ أنك بعد كل هذا لازلت من الداخل تقف على حافة الهاوية، عزاؤك الوحيد، أنك لازلت "واقِفًا".
"أنا الفتاه التي تعرفها أنت لا التي يعرفها الناس، وحدك كنت شاهدًا على حروبها مع ذاتها، إلهي العظيم إني أجاهد كي تحبني، إني اسعى ألا أتلوث، أنا العائدة إليك دومًا وانت المعتاد على عودتي، حتى لو لم تكن افعالي بها من الحب شيئا إلا أنني أحبك، وعزتك وربوبيتك أحبك،أعنّي علي فإني عدوي."
أحيانًا نكره قساوة ما يُقال أو يحصل إلى أن لا يعود يعني لنا أي شيء، أحيانًا نستنفذ أنفسنا بأنفسنا حتى تتعب دواخلنا ولا يعود للوجوه أي أهمية في التعبير عن المشاعر. لم يعد هناك ما يسمى بالستار، بل صرنا نحن الستار ونحن كل كابوسٍ مَيْتٍ وراءه، بالكاد تبقى معزولًا عن ما نهش صبرك، ولازلت تتعامى عن رؤية انعكاسك في المِرآة. أحمق كبير.. تبًا لدمك الحامي.