كأحد أفضع التجارب للشخص الصحيح , حديث طويل مع الضمير و آخر مع الذات التي تظن بصحة الفعل ..
...
هل تحرص على قتل كل ما قد يتحدث به ضميرك ضدك أم تستمر بسماعه مشككا .. ؟
من دوستويفسكي إلى أبولون/ أغسطس ١٨٦٧ : "والأسوأ من ذلك كله أن طبعي حقير وعاطفي جداً، ففي كل شيء وفي كل مكان أسيرُ بالأمور حتى الحافة الأخيرة، طوال عمري على حافة الهاوية"
وابتسمت ابتسامة ذات معنى، فقد أصبحت وهي معه مليئة بالأسرار. أسرار ولحظات صمت قصيرة تبدو كأن لها معاني كثيرة. كانت سعيدة بنفسها تشكو من أشياء لم تكن تهتم بها حقيقة، وتطلب منه أن يؤدي لها خدمات تافهه، وكان كلاهما يعرف أنها «تافهه». كان سعيدًا بها، كان يحب التفكير في أنه يشاركها الأسرار، وحين كانت تبتسم خفية كان هو الآخر يبتسم خفية، ويتبادلان الحديث في أمورهما الشخصية في همس. كأن العالم يحوطهما بإحكام وهم في مركزه، أو قل إنها هي التي في مركزه وهو يدور في فلك صغير حولها. جون شتاينبك - عناقيد الغضب
عندما تتغير النظريات وتنهار، عندما تنمو المدارس والفلسفات، ومسارب الفكر المظلمة الضيقة، القومية والدينية والاقتصادية، تنمو وتضمحل، يصل الإنسان. ويتعثر متقدمًا إلى الأمام بالألم والخطأ، في بعض الأحيان. وإذ يخطو الإنسان إلى الأمام فربما ينزلق إلى الخلف، ولكن نصف خطوة فحسب، ولكنه لا يرجع الخطوة كلها أبدًا. هذا ما يمكن أن تقوله وتعرفه، وتدركه، هذا ما يمكن أن تدركه عندما تمطر الطائرات السوداء قنابلها على أرض السوق. عندما يحشر المسجونون كالخنازير، وعندما يمتص التراب عصارة الأجساد المهشمة. ربما تدرك تلك الحقيقة على هذا النحو، فإذا لم يخطُ الإنسان خطوته، إذ لم تكن الرغبة في التغير إلى الأمام حية في داخله، فلن تسقط القنابل ولن تقطع الرقاب. فلتخش الوقت الذي تتوقف فيه الإضرابات، بينما الملاك الكبار يعيشون، لأن في كل إضراب فاشل صغير دليلا على أن الخطوة قد اتخذت. ويمكنك أن تعرف هذا أيضًا. فلتخش الوقت الذي لا تعاني فيه النفس الإنسانية، وتموت من أجل الفكرة، لأن هذه الصفة هي وحدها الإنسان، هذه الصفة هي وحدها الإنسان متميرًا عن كل ما في الكون. جون شتاينبك - عناقيد الغضب