سأقلق على الجنس البشري حين يخترع سلاحاً أقوى من كلمة "لا".لم أحبّك في أي وقت بقدر الوقت الذي حطّمت نفسي أمامكِ فيه، و الحريّة فيكِ، أنّي لا أفسّركِ حتّى لنفسِي..أيشرحُ إناءٌ للجوع عن عمله!؟تعالي قد أكون حقيراً في ردودي و بارداً كالموت جافاً مثلَ حبّة ماء لم تُنبت شيئاً و شيئاً لا تعرفين ما هو...بشرٌ أم بقايا طائرة وهبت نفسها للصدأ و العصافير التي تريد أن تعرف ماذا يحدث لمن يحاول الارتفاع كثيراً.. تعالي..أرجوكِ أين سأذهب بكل هذه الجروح إِن لم تسرِع يداكِ إليّ !؟ أين سأذهب بكلّ هذه القُبَل إن لم تسرعِ يداكِ إليّ!؟ إين سأذهب بكلّ حصّتي من السّرقاتِ إن لم تُسرع يداكِ إليّ!؟ تعالي بسرعة فالحماقات لم تعد تملك نفس اللذّة و دوام الشعور بمؤامرة ما على هذا الحب، لم أعد أصادفه.. لكنّكِ أذكى منّا سويّةً أفتقدكِ جدّاً..و أشعرُ بالسّخف لوضعها هناحين سأحملُ قلبي إليكِ لتداويه...ستكونين اليد التي سأحملهُ فيها.
كبرنا جداً و يخيفني ذلكَ جدَّاً أن تلوذ بي الحماقة و يلوذ بكِ النِّسيان وتصبح حمامة الأيك أسطورة أوراقي فقطلا يهمُّني إن كتُبَت فيَّ معلَّقات المدح بقدر أن أظلَّ معلقَّاً على حروفِك ما يحيا الحبر
والحقيقة أنه طالما دام الحب سيدوم الأسى.. فالحزن بالحب مقرونٌ. ستلقاه في وجومك لساعاتٍ ثاقلة كانت تمرقُ سريعًا في لحظات القرب، في حسرتك على أطلالٍ قاتمةٍ كانت تعمد طويلًا على غبطة اللقاء، في غُصَّتك بأركانٍ خاويةٍ كانت تملأها دومًا طاقات الأنس و ضحكات الأحبة.ستلقى الأسى دومًا ملحوفًا بأطياف الذكرى، مرسومًا على ظلال الممشى، و منشورًا في عبق الرائحة.الحزن مِرسالٌ من الحب.. كجُرمٍ وهَّاج عملاق، ينبض في سديم الفؤاد.. ينتأ مِن كل حدبٍ، و يلُوح إلى كل صوب، و يذيع في كل الأرجاء:"هنا، كان الحب"و يهمس وفيًّا في خفوت:"و الحب.. لا زال هنا"
بينما كنتُ جالساً في إحدى زوايا المكتبة، جاءت تقصدني لخوض حديثاً ما… وكانت تلف وجهها باللثام، ظناً منها أنها تخفي جمالها، ولا تعلم أن جمالها يقبع في عينيها!! تسألت في نفسي: هل عيناكِ خلقت لتختصر كل الجمال أم لتقنعني أن لا جمال بعدها!! هذا حالي أمام عينيها فما حالي أمام كلماتها، وهنا تذكرت قول "محمود درويش"عندما كان يُسئل عن لون عيني حبيبته، فقال: في كل مرة أرى بها عيناها أفقد فيها الذاكرة!! ردت عليّ التحية، حاولت حينها بكامل استطاعتي انتشال كلمة م. ر. ح. ب.ا من داخلي الذي كان يدور به شعوري الارتباك و الخجل، فعلت بي ما لم يفعله أحد!