لطالما راودني سؤال .. مادامَت الحياة ستمضي على كل حال ، ما الذي سيفرق إذا أمضيناها وحدنا أم أمضيناها مع رفيق روح ..!تخيّل أنك مضيت مُكافحاً يوماً بعدَ يوم ، ثم قابلتك حُفرةً ، فعبرتها ، ثم خرجت منها وقد أصابك ضعف بِقَدَمِك اليُمنى ..عالجت نفسك بنفسك ثم مضيتَ مُثابراً وتغاضَيت عما أصابك ، ثم بطبيعة الحياة قابلتك حفرة ثانيه ، أصابك الخوف من تكرار الألم ، ولكن الحياة لا تقف ، ولابد أن تعبُر ، نظرت حولك فلم تجد من يَمُد اليك يده ، فاشتعل بداخلك الكبرياء مما دفعك للعبور مرة اخرى ، وبالفعل عبرتها كمن سبقتها ، ولكن بعد الوصول اكتشفت ان شغفك قد سقط منك في الحفرة ..تناسَيت شغفك ومضَيت في طريقك فإذا بك تلقى الحفرة الثالثة التي فقدت فيها نورك ، ثم الرابعة التي خارَت فيها قُوَى جسدك ، ثم الخامسة التي هانت فيها عليك نفسك فتحولت الى إناءٍ ملئ بالدموع ، ثم السادسة التي خرَجت منها مُصاباً إصاباتٍ بالغة حتى انك لم تَعُد ترغب في القيام مجدداً ، أو بمعنى أدق لم تعد بك طاقةً لمواصلة المسير ، اجهدتك السقطات بلا مساند ، بلا معين ولو بكلمة تدفعك للتدواي من اجل قائلها !إنه من أصعب الأشياء ان تحزن ولا تجد من يُواسيك ، والأصعب منه ان تفرح ولكن لا تجد من يشاطِرك فرحك !تأملت دعاء نبي الله موسى عليه السلام : "اشدد به ازري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً" ..!ما أبلغ هذا الدعاء ، لم يقل كي نسبحك فقط ، بل قال كي نسبحك (كثيراً) .. ! إذ أنه ليست الفكرة في الفعل ، ولكن في المداومة عليه ...انا قادر على التسبيح وحدي ، ولكني قد أفقد في طريقي في الحياة ما يُضعِف عزيمتي ، فيَقل ذِكري لك رغماً عني .. انا قادر على اجتياز الصعوبات وحدي ، ولكني أخشى إذا تكاثرت بي العثرات والسقطات أن أفقد شغفي بالقيام والمسير .. أنا أعلمُ أن كل منا قادر على المُضي وحده ، ولكنه سوف يَمضي مُنطفئاً لا يجد شمساً يستمد منها نوره ، ولا قمراً يُعطيه نُورَه .