تذكر أنك في نهايةِ المطاف ستدخل الجنة بإذن الله، وتقول أنك لم ترى حزنًا قط! تذكر أن لكل شيءٍ عِوَض، وأن الله يرعاك ويُحبك ويُدبر لك شيئًا يُفرحك بل أشياء كثيرة، تذكر أن ما أنت فيه مُجرد أشياء عابرة وستزول يوما وتُنسى، فلا تقف كثيرًا على شيء أحزنك، وتصبّر بتلك الجنة التي تنتظرك في نهاية الطريق..
لن تشعر بفاجعة الموت في حينه .. حتى هذا البكاء الذي ينتابك من هول الصدمة لن يشعرك به .. ستشعر به عندما تجد أماكنهم الفارغة ماثلة أمامكَ دون وجودهم فيها .. عندما تفتقد حضور وجوههم، وروائحهم، وحديثهم .. عندما تتفقد دفء أياديهم فلا تجده، وصوت ضحكاتهم فلا تسمعه .. يمكنك أن تشعر بذلك ليلة عيد، وأنت تنتظر على أمل أن يأتوا ليجعلوا عيدك عيدًا، فلا يحدث .. عندما تصبح أقصى أحلامك عناق صغير تضمهم به لعله يروى ظمأ فراقهم، فلا يحدث .. سيظل جزء منّا مبتور حتى نلقاهم فى جنة نعيم فكُل أمرٍ في أوّله جَلل ثم يهون إلا الموت وإن بدا هين لا يهون ..! أمواتنا لا نبكيكم إعتراضاً فكل نفس ذائقة الموت ... ولكن نبكيكم إفتقاداً وإشتياقاً ..!
لن انسى أبدًا تلك الليلة عندما نمت علي آمل شفائك واستيقظت علي فجعه وفاتك..كيف هَوَىَ بك جدار الدنيا الهش وتركتني وحيداً أعانق طيفك وألملم تفاصيلك لأخبئها في ثنايا روحي المتعبة..!