ثم يُناظِـرُ اللهُ قلب عبده يا صاحبي فـ يُلفيـهِ هزيلاً مهيضَاً، قد تلاعبت به الظنون، وطمست على مباهجهِ الشجـون، وحوى بين حناياهُ ما ووريَ عن العيون! يجدهُ عالقاً متعلّقاً، لا أرضاً قطعَ ولا خيلاً أبقى، يهيمُ بكلّ ذكرى، وتُبكيهِ كلّ عابرةٍ وبلوى، وليس من البشرِ من لهُ فيه سلوى! فـ يغار! يغارُ على قلبٍ خلقهُ ورعاهُ ولطفَ به أن يجدَ فيه عظيماً سواه، فـ يمحقُ عظمة الحزن فيك! وإذ برحماته تتوالى عليك تترى! وإذ بالكسر يُجبر بعوضٍ يذهلُ الألباب، وإذ بـ الدمعِ يستحيلُ ضحكاً، والغصاتُ تبدّل أفراحاً ") يكشفُ لكَ ما خفي، ويُربّت على قلبك أنه لم يكن سيئاً إنما كان ساذجاً وقد حانَ لهُ أن ينضج! تُفجعُ في مطلع الأمر، ثم تسكنُ نفسكَ وتطمئن ? وتردّد بـ حب "الله لطيفٌ بعباده" ترزق اللُطف فِي المواجهة وَتَأتيك النفحَات مُلطِفَاتٌ لِلابتِلاء، فَالشِدة آخّاذة للقلوب غير أنه "لطيفٌ بعِباده" ?! وتردد بتنهيدة "الحمدُ للهِ الذي أذهبَ عنّا الحزن" فكم من المباهجِ طالَ انتظارها، وكم من الخيباتِ طغت أحمالها، وكم وكم وكم، لكن تمهّل! أما سمعتَ مناديهِ يهتفُ بـ قلبك "يأتِ بها اللهُ أن الله لطيف خبير" يأتِ بـ ما غُيّبِ عنك من الطمأنينةِ والسكينة والفرح! فـ اصبر لـ حكمه، وتأدّب في بلائك! ... مُسيت جبراً ربانيـاً يا رفيق "))?