لقلبك عليك حق.. حق أن تجعله حرآا.. حر في اختيار أي إحساس يشعر.. حر في أن يحزن بعمق كطائر أُصيب في جناحيه وحُرم التحليق في أعالي السماء ..كأغلى ما يملك.. فتترك له حرية الانزواء وحيدآا في ركن قصي من الأرض يبكي فيه ملء قلبه..قلبه الذي يسع العالم ويقطعه ذهابآا وإيابآا لكنه يضيق بحزنه.. ثم تمنحه حقه حينما تطيب جراحه أن يُرفرف بجناحيه ويطير بِخفة من غصن لآخر مُترنمآا، مبتهجآا، مُرسلآا كلمات العشق من نافذة حبيب إلى نافذة حبيبه..لا تقسو على حزن طائرك ووحدته.. ولا تتسائل عن أسبابه، ولا تتعجب لها.. فلم يكن العجب حاضرآ حين ترنّم خفّاقآا يُحاوطه أقرانه.. رغم أن كلآا منهما جزء من طبيعته وحياته..احنو على قلبك.. وحرّره.. فإن لقى منك قسوة الجلّاد فلن يعوّضه حنان أهل الأرض مُجتمعين، وإن وجد في كنفك ضيق جدران السجن فلن يغنيه براح العالم واتساعه..
ماذا عن قلبٍ يراك بكل ما في الكون.. أتراه يغفل عنك.. كلا والله إنك لمحفورآ داخل حجراته.. يردد أسمك مع كل نبضه من نبضاته.. ماذا عن قلب يراك وإن غاب طيفك عنه.. تراه كمجنونٍ أختلت خطواته.. ماذا عن عقلٍ مُفرِط التفكير في حالَك.. يرى بدونك كل شيء كظلامٍ حالِك..