ماذا لو أن الجمادَ ينبض؟ هل ستحكي تصدُّعَاتِ الجدران ما قاسَتْهُ من وحشةٍ وقلةِ عناية؟ وهل ستَمْحُو عودتنا للأماكنِ بعد تعتقها وشحوبِ ألوانها خطيئةَ الهجران؟ لن يَكفي وقتها اعتذارنا لجماداتِ العالم، وللخشبِ الذي آثر الاحتراقَ ليكون الدفء لنا بعد أن كان مجرّد (بابٍ تليد)..
. عندما تخرج لهذا العالم وانت صاحب نيه حسنة لن تعيش ابداً،ستُهان من الكل بلا رحمه،شيطانك لم يبعثه ربك بلا غرض لابد وان تستخدمه في يوم من الأيام ، وانا بدأتُ باستخدامه مُنذ مُدة.
كان حبيبي السادس لا يمتلك لحية كثيفة كتلك التي تُزين وجهك لذلك هجرته، أما الخامس كان ينظر لي بحُبٍ كطفل أبله ينتظر الحلوى خاصته لكن للأسف لم يكُن من المقدر لحلواه أن تنضج، الرابع كان صوته لا بأس به رخيم، وحنون أيضًا لكنه لم يجلب الأمان لقلبي كما كُنت تفعل لذلك تركته خلفي ومضيت، أما الثالث كان يمتلك قميصًا يُشبه قميصك إلى حدٍ كبير .. لم أحتمل رؤيته وهو يرتديه، صفعته وخرجت مُسرعة ولم أعُد، الثاني كان يقول أحبك وعيناهُ تلمع كنجوم السماء لكن لم تكُن تلك الكلمة تخرُج من شفاهك أنت .. لم استسغها حقًا فهجرتهُ هو الأخر. أما الأول فهو الذي هجرني وجعلني لا أصلح للعيش من بعده.
أنا لا أنتظر منك أن تفهمني، لا أنت ولا أي أحد و لا أُنكر أنها تجرحني الظنون، لكنّي لم أعد أرغب بأن يفهمني الذين أحب.. ولم أعد مستعداً لتقديم التبريرات، أنت لا تريد أن تفهم وأنا لن أردد على مسامعك الحقيقة مرةً أخرى ، كان يكفيك أن تنظر لعينيّ لتفهم كل شيء لكن احساسي بأسرهِ لم يكن يعنيك.
"لن تستطيعي البقاء إلى جانبي مدّة يومَيْن. أنا رخو، أزحف على الأرض، بائس، كئيب، متذمر وسوداويّ. هل ستتحملين حياة الرهبنة كما أحياها؟ أقضي معظم الوقت بعيدًا، أطوي الأزقّة وحدي. هل ستستطيعين العيش وحيدة بعيدا عن أهلك، وأصدقائك، وعن كل علاقة أخرى؛ ما دام ليس بوسعي تصوّر الحياة الجماعيّة بأيّ صورة مغايرة؟ أنا حقا لا أريد تعاستك. هيّا يا ميلينا، أخرُجِي من هذه الحلقة الملعونة التي سجنتُك داخلها عندما أعمانِي الحُبّ."
اللوحات المُعلّقة على حائطي أيضاً تبكي، الجُدران أراها تنحني أمامي تعباً، يتآكل الهواء هُنا والمكان يضيق .. يضيق ويُخبرني أننا ننتهي، قلبي لم يعُد يُصدر صوتاً أخشى أن يكون في سُباتٍ أبدي، وعقلي يُردد : لن ننجو لن ننجو! لا أشعُر بالخوف، وهذا أيضاً جُبن مُطلق! 28 Oct, 2018.
- المُشكلة لا تكُمن في أنّ قلبه لم يكُن لي! لم أكُن البتة بِحاجة لِحُبه أو لامتلاكه، الأمر فقط أنّي تعرضتُ لِصدمة عظيمة، وبِتُ لا أفهم ما كان وما يحدث أيضاً. كُل شيء أصبح مُشوش الأن! أنا أضيع في دروب الشك، هل كُنتُ أسبحُ في تيارٍ من الطين؟ الأمر أيضاً مُخيف جداً، الطُرق لإخراج عُذر حقيقي أصبحت مسدودة، الأعذار لم تعُد تستطع التماسك ، تعرِفُ جيداً أنها باتت مكشوفة! أنا لا أندم، ولم أعُد قادرة على الحُزن، أتحاشى فقط الوقوع في مأزق الحقائق .. أُفضّل أن يبقى كُل ما أجهله غير مرئي! ياللهي العزيز .. الكثير من علامات التعُجب في قلبي، حتّى اسألتي ليست موجودة! هل مِن غُفران؟ 18/09/2018 ?