فقد لوحظ لديه ميل مستمر وجارف إلى إحاطة نفسه بقشرة، إلى وضع نفسه فيما يشبه العلبة، التي يمكن أن تعزله وتحميه من المؤثرات الخارجية، كان الواقع يثيره، ويخيفه ويجعله في قلق مستمر، وربما لكي يبرر وجله هذا، وتقززه من الحاضر، كان يمدح الماضي دائمًا وكل ما لم يكن له وجود أبدًا. - أنطون تشيخوف.
كنت تقرأ بايرون. كنت تعلّم على الفقرات التي تبدو موافقة لشخصيتك. أجد علامات على تلك الجمل التي تعبر عن طبيعة متهكمة ولكنها شغوفة. كالفراشة التي تصطدم برعونة بزجاج صلب. كنت تفكر، وأنت تخط بقلمك هناك: (أنا أيضًا ألقي معطفي بهذه الطريقة، أنا أيضًا أفرقع بأصابعي في وجه القدر). إلا أن بايرون لا يُعِدّ الشاي مثلك، لا يملأ الإبريق على آخره وحين يضع غطاءه يريق منه الشاي. هناك بقعة بنية على الطاولة – تمتد إلى كتبك وأوراقك، أنت تمسحها الآن بمنديلك بطريقة خرقاء، ثم تعيد المنديل حشرًا إلى جيبك – هذا ليس بايرون، هذا أنت، هذا أنت بحق لدرجة أنني إذا فكرت فيك بعد عشرين سنة، عندما يكون كلانا شهيرين ومريضين وغير محتملين، سأذكرك بهذا المشهد، وإذا مت، سوف أبكي عليك. - ڤيرجينيا وولف.