"أصبحتُ مؤمن أنّ لحظات الخِذلان تأتى من هؤلاء الذين كانوا يتودَدون إلينا في البداية راغبين فقط رؤيتنا، من هؤلاء الذين كانوا يتمنون ولو صُدفة واحدة تجمعنا في نَفس الطريق حتى تلتقي الأرواح قبل الأعيُن، وبمُجرد أنّ فتحنا لهم الباب قليلاً، أوهمونا أنّهم لن يبتعدوا أبداً وأنّهم لا يُريدون من هذا العالم كلهِ سوي رؤيتنا سُعداء، وأنّهم باقون لنا وليسوا براحلين عنَّا، ولكن مع قليلٍ من الوقت إنقلبت الآية، قل الإهتمام وخفتَت هذه اللمعة التى كانت تنبثقُ من عيونهِم، والأكثر قسوة من ذلك أنّنا لم نَعُد نشعر منهم بتلك الحرارة التى كانت تخرج من قلوبهِم، بعد أنّ تعلقنا بهم! زهدونا تقريباً، أو إعتادوا علي وجودنا، نسيّوا عهدهم مع الله عندما وعدوه في ليلةٍ ما، أنّهم فقط يريدون مِنّا فُرصة !