إفتقَدتُ هذا الشُعور مُنذ سنواتٍ طَويلَة لأنهُ وفي طبيعة الحَال يتوهَج في بدايَة مراحِل الشبَابْ حيثُ يتقاسَمُ الطيشُ والتَشتُتْ والفراغْ قلبْ الشَّابْ فيقَعُ في حُب لمْ يُكتَب مِنْ نصِيبه ويُحكمْ عليه بالفشَل الذَريع لأنه مبنِي على تُرهَات وريَاء عاطِفي لا يمُتُ للواقع بصلة، وهذا أمْرُ سائِد في بلادِنا الشَّرقية والحُب فيها كائِنْ مُنقرضْ مُنذ آلافِ السنينْ.
اتّبعُتُ حدسِي ومَا كانَ يُمليه عليَّ قلبِي ثمُ بعْد ذَلِك وضَعتُ قلبِي في مَعزل عنْ مثلِ هذِة القراراتْ الصَّعبة، وتحوّل كُل شيء للأفضَل بينما لا تصنعُ فارقاً في العواطِف كمَا هو الحَال مع القَلبْ.
"مرحباً , أنا وانت كلانا مرّ بتجارب مُرة وعلى الأرجح كلانا فكر في الإستِسلام يوماً لكن أنظر لنفسك الآن كيف إستطعت تجاوز كل تلك الأيام المُره لهذا السبب تحديداً أنت شخص عظيم , عظيم جداً .
أحببتُ قراءَة كلامُكَ هذا ولكِنّنِي لا أَتحمّسْ كثيراً في وَصْفِ ذاتِي إلى حدِ تعظِيمهَا، أنَا ضَعِيفْ خُلِقتُ ضعيفاً وسَأمُر عَلى جسْر هذِة الحَياة في درجَات مُتفاوُتَه مِنَ الضّعفْ حتّى ينتَهِي الطَْريقْ.
اليَومْ أتمَمْتُ عامِي الرابعُ والثَّلاثينْ آمُل أن يكُونْ ماتبقَّى مِنْ عُمري مقضياً في طاعة الله ثم مُساعدة عِباد الله بما أستَطيعْ لأرسُمِ الفرحْ والسّعادة في وجُوههمْ مَادُمتِ حياً.
لا أُتابع هذِة البرامِج الجديدة إطلاقاً، والسَّببْ في ذلِك هُو عدمْ وجُود أهداف وفوائِد سَامية لمشاهدتهَا ، أغلبُ مافيها هُو ضَربُ مِنْ خِفّة وجُنونْ كمَا تحتوي غالباً على أصنافُ كثيرة مِنْ المعاتِية وعبدة الشُهرة حيث لا مُحتوى لهُم ولا فنْ .
الكلامُ معَ الخَونَة سيُؤذِيهُم ويَزيد نكَالهُم ومُعاناتِهم لذا لَنْ أَتَطرَّق إلى ما فعلُوه والأسبابْ التِي انتهَتْ بهِم إلى هذَا الحاَل فالأمر رهْنَ ضمائِرهُم، الردِّ هنا هو لمَنْ لمْ يرتَبطْ بأنثَى من قبل وأقُولُ له أنْ رمَاكَ القَدر في علاقَة حُبْ حقيقيَّة فلا تتخَاذل فِي إثباتِ حُبك لتلك الفتاة، تقدَّم إليهَا وأطلُب يدهَا وتجاهَل العثّرات وهدّم صُخور العقبات ولا تهتم بالأحوال المَاديَّة وكُل ذلك الهُراء، الفتاة إنْ أحبّتك ووجدتْك بجانِبهَا دائماً فإنها لن ترتاح حتّى تدفعُك إلى أعلى درجات النّجاحْ و ستصِلُ إلى ذلك النَّجاح بلا شَك، الفتاة المُحِبَّة سِراجٌ مُتوهِج يقُودك إلى السَّعادة فلا تتردّد.
ابي رجُل مُسن صَارمْ وغامِضْ ذاقَ الكثير من مرائِر الحياة إن لم يكُن مُعظمها، كُلّما عِشتُ شيئا مِنْ مَاضِية تتضِحُ لِي صُورتِه أكْثَر فأكْثَر وأعلمُ يقيناً أنّني لو كُنت في مكانِه لجُننتُ مُبكِراً.
أنا أتحدّث دائماً معَ كُل شيء مِن حولِي وهذة ليسَتْ مُبالغَة، إقتنيتُ قِطة صغيرة ضائِعة كانتْ شَرسَة وخائِفة، كنتُ أتكلمُ معها كما لو كانتْ تعقِلُ مُفرداتِي، مع مُرور الوقْت لاحظتُ أنهَا تبدُو سعيدة عندما أسعَد وتبتعد عِدة أمتار وهي مُحدقة بي عندما أكتئب وكأنها تفهمُني مِن كلامِي و تصرفاتِي أيضاً ويُثير دهشتي إذا إقتربت منّي ومسحت بجانِب رأسهَا وذيلهَا على ساقِي وتضعُ رائحتها على ملابسي وكأنها تقول أنتَ جُزء مِن عائِلتِي كمواساة لي.