أنت تعلم جيدا المساحات الشاسعة التي كنت تجتاحها مني وأن مملكة قلبي كانت بين يديك وإن لم أعلنها صراحة وما حاجتي بذلك إن كنتَ تقرأها في عيني وابتساماتي التي لم أبخل بها يوما عليك؟ ومع علمك بهذا كلّه رحلت! كيف استطعت؟
أتعلم أنّي كنتُ أنتهز انهماكك في القراءة لأراقبك لأحفظ حركاتك كلها لأطبع عقدة جبينك في الذاكرة وألصقها بأغنية فيروز "يا عاقد الحاجبين" وأكاد أقسم أنّني لم ولن أملّ من أن أرقبك طول العمر ,,,
عزيزي السيد إكس، إن كنتُ أذكر جيدا، كان يغيظك دوما أن أقف على أطراف أصابعي وتنهاني عن فعل ذلك دوما كل ما أريد قوله هو أني ما زلت أفعل ذلك ولم يردعني نهيك عنه ,,,من دون شمع
اليوم، ومنذ أشهر عديدة، تمعنتُ في وجهي في المرآة في الحقيقة أنا في العادة لا أنظر في المرآة فأنا أخاف شبح تلك الفتاة التي تسكنني عندما أمعنتُ النظر اليوم سُعدت لأرى بأنّي ما زلتُ أعرفني بأنّ ما زال هناك بريقا في عيني رّغم محاولة إنطفائه مِرار ابتسمت رغما عني، وسُررتُ أكثر لأرى ابتسامتي تحمل من الدفء ما كانت تحمله دوما يبدو أنّني لم أغادرني تماما بكيت لأني قد أستطيع استعادتي قبل فوات الأوان ,,,