مُتعة الحياة أن تحاور إمرأة مثقّفة، يأسرك عقلها حدّ الإندهاش، فيقتل ما بداخلك من حيوان، ليرتقي بك لصورة إنسان، إمرأة ينتصر جمالها على الزّمن، ولا تنال منها التجاعيد شيئا، لأنها أنثى العقل و الرّوح. ??
أصبتِ بعضا من الحقيقة فالرجل تجذبه المرأة المثقفة لا لشيء إلا أنّه يراها تؤدي دورا يعتقد إنه ليس من ضمن مهامها الوظيفية كامرأة ولكن يا إلهام بعض المثقّفات يصبنَ بالغرور ويفقدنَ سر الأنوثة ألا وهي "الحنيّة" من الجميل أن تجمع المرأة بين هذا وذاك، ولكن إن كان لا بدّ لصفة غالبة فأنا أفضل الحنيّة على الثقافة فما نفع الأم المثقفة إن لم تكن رؤوم؟ ,,, رأي فقط، قد أصيب قليلا وأخطئ كثيرا
أودّ لو أعاتب نفسي على ما ذكرت في المساحة الأخيرة فنحن من نجني على أنفسنا وليس الغير نحن من نعطي الفرصة للآخرين ولكن لم يكن باليد حيلة! أو لم يكن للقلب حيلة!
"إنّي أرى ما لا ترون، ليتني أكتفي بما ترون"ليتني لم أعرف عنك ما لا يعرفه غيري ليتني لم أفهمك للحد الذي يجعلني أبرّر لك الأعذار علما بأنك الجاني ,,, *ولكن يا صغيرة منذ متى تنفع يا ليت؟
في الحقيقة أنا لا أعلم ماذا أريد,,, أشعر في بعض الأوقات أنّي أريد التحدّث، وعندما أفعل، أتوقّف في منتصف الكلام,,, أنظر إلى البداية والنهاية، يلتفّ حولي جدارٌ من الصمت المطبق، يكادُ يخنقني، بينما تبدأ أفكاري بالحوم حولي كالأشباح,,, لقد اتّهمتُ منذ قبل بأنّي "جامدة"، "ناشفة"، "ع قلبك صدا ما بحب حدا" حتى أصبحتُ أظنّ أنّي كذلك فعلاً,,, مع أنّ هناك صوت من بعيد "ينده" ويخبرني بأنّي لستُ كذلك، لكنّه صوتٌ واهٍ، يكادُ يكون همساً أو صدى صوت فتاة في داخلي مقيّدة لا تعرف للخروج سبيلا,,, تقول أمّي أنّي لم "أغلّبها" في فترة المراهقة، بل كنت عاقلة للحدّ الذي كان يغيظها في بعض الأحيان أمّا أبي فيقول لي دائما "عمرو ما قلبي دقني عليكِ" أمّا أنا فأعبط أختي التي تصغرني بأعوام على طيشها وغضبها السريع فسرعان ما تغضب وسرعان ما تفرّغ جلّ غضبها علينا ومن ثمّ تهدأ أمّا أنا فعليّ أن "أحسبها صح" وأكون "عاقلة" دائما ,,,
تقف في صفّ طابور طويل .. يبدو أن لا نهاية له .. كيف ستمضي الوقت حتى يحين دورك ؟
أنا لا أملّ الانتظار سأقرأ عيون من في الطابور سأراقب حركاتهم سأختلق قصصا تحاكي قصصهم سأغير وجهي إلى شيء قد يضحك طفل صغير سأسترعي انتباه قطة ما سأجوب بخيالي هنا وهناك إلى أن يحين الوقت ,,,
جلسة كهذه في إحدى الأزقّة البعيدة غريبة أنا ومن حولي غرباء عنّي كذلك أرقبُ المارّة تارة وتارةً أخرى أقرأ الكتاب الذي أمامي أضيع فيه ثمّ أرفع رأسي للمرة الألف لألصق الشخصيات على المارّة فهذه تشبه البطلة أمّا ذاك فيشبه ساعي البريد وهذا الطفل لديه مكان سري يلجأ إليه عندما يكون حزينا وتلك العجوز تنتظر زوجها الذي ذهب إلى الحرب ولم يعُد-وأنتِ؟ ماذا عنّي؟ -أيّ الشخصيات أنتِ؟ أنا؟ أنا الرّاوي الذي لا ينتبه له أحد ,,,