مساحة 💡
الليل والنهار
كل شيء في النهار مصمم لخداعك.. كل شيء يدفعك لتعتقد زورا بأنك إنسان كامل.. تجلس في المقهى فتأخذ كرسيا كاملا لوحدك.. ويحضر لك النادل كوبا كاملا من القهوة.. وقطعة كاملة من البسكويت.. تصعد في الحافلة فتحتلّ مقعدا كاملا.. ثم تدخل مقرّ الشركة فتجلس إلى مكتب كامل وحدك.. ولَك هاتفك وجهازك الخاصيّن.. كل شيء يتآمر ضدّك ليعطيك الإحساس بأنك كلّ متكامل ومستقلّ..
وحده الليل يكشف لك الحقيقة.. حقيقة أنك لست أكثر من نصف إنسان .. وحده الليل من يشاهد تلك اللحظات الثقيلة والكثيفة التي تئن فيها روحك بحثا عن نصفك الآخر.. وحده من يخبرك أن كل إنجازاتك هشة وبائسة و باهتة وباردة ومعدومة القيمة.. وحده من يشاهدك تتقلب في سريرك مصارعا تلك الحاجة الهائلة للالتحام بنصف آخر.. متمنيا أن تمسك بيديه.. تسمع صدى اسمك من شفتيه.. أو ترى انعكاس عينيك في عينيه..
وحده الليل من يخبرك أن هذه الحياة معركة.. ولا يمكن لجندي بذراع واحدة وساق واحدة وعين واحدة أن ينتصر.. ثم تنام.. هربا من كلامه القاسي ومن سياط دقّات الساعة.. وتستيقظ.. ليخدعك النهار مرّة أخرى!
كل شيء في النهار مصمم لخداعك.. كل شيء يدفعك لتعتقد زورا بأنك إنسان كامل.. تجلس في المقهى فتأخذ كرسيا كاملا لوحدك.. ويحضر لك النادل كوبا كاملا من القهوة.. وقطعة كاملة من البسكويت.. تصعد في الحافلة فتحتلّ مقعدا كاملا.. ثم تدخل مقرّ الشركة فتجلس إلى مكتب كامل وحدك.. ولَك هاتفك وجهازك الخاصيّن.. كل شيء يتآمر ضدّك ليعطيك الإحساس بأنك كلّ متكامل ومستقلّ..
وحده الليل يكشف لك الحقيقة.. حقيقة أنك لست أكثر من نصف إنسان .. وحده الليل من يشاهد تلك اللحظات الثقيلة والكثيفة التي تئن فيها روحك بحثا عن نصفك الآخر.. وحده من يخبرك أن كل إنجازاتك هشة وبائسة و باهتة وباردة ومعدومة القيمة.. وحده من يشاهدك تتقلب في سريرك مصارعا تلك الحاجة الهائلة للالتحام بنصف آخر.. متمنيا أن تمسك بيديه.. تسمع صدى اسمك من شفتيه.. أو ترى انعكاس عينيك في عينيه..
وحده الليل من يخبرك أن هذه الحياة معركة.. ولا يمكن لجندي بذراع واحدة وساق واحدة وعين واحدة أن ينتصر.. ثم تنام.. هربا من كلامه القاسي ومن سياط دقّات الساعة.. وتستيقظ.. ليخدعك النهار مرّة أخرى!