سوف تندم على كل مرّة تفتح فيها قلبك للآخرين وتحدّثهم بإخلاص عن نفسك، أفكارك، ماضيك، خيالك، رغباتك، معاناتك ،سوف تندم مهما بدا ذلك الإحتمال غير وارد، ولذلك فإن أفضل ما يمكنك فعله عند الشعور بالإنسجام مع إنسان ما، هو أن تختار بحذر وعناية ما تشاركه وتفصح عنه، أن تختار على الأقل الأشياء التي لا تجعلك تندم لمدّة طويلة على مشاركتها مع أحدهم، تلك التي لا تدفعك في النهاية للشعور بالإشمئزاز من حقيقة أنك قد أفصحت عنها في يوم من الأيام.
أنا صديق لكل أولَئك الذين يحبون النباتات والحيوانات وتفاصيل السماء المُختلفة، لأنه لا يمكن لشخص يلتفت لهذه الأشياء اللطيفة والغير مؤذية إلا يحمل قلباً ليناً و رحيماً.
ولعلك دون إرادةٍ منك تجد أن كلمات صديقك المفضل أو شريكك أو حبيبك تقفزُ إلى قاموس حياتك اليومية بنفس النبرة والإيقاع، ويصدق هذا ما قالهُ أبو حيان الأندلسي: "مَن غلب عليه شيء وأحبه جرى في كلامه."
كيف غابت الأشياء التي بدت وكأنها باقية إلى الابد ؟
يُناسبني جداً نمط الحياة الحُر، الذي يجعلُني أختفي وقتما أريد وأظهر وقتما أريد دون إلتزاماتٍ إجتماعية، كأني شخصٌ وُجِد بمفرده، أعيش حياتي وِفقاً للّحظات دون تكلّف وعمل أي شيءٍ يعارضني أو لا يتفق مع شخصيتي.
أعترف أنني بارعٌ في ترتيب الفوضى بصدور كل مَن أعرفهم مِن الحديث الأول معهم، أما عني.. فحدِّث ولا حرج ، خرابٌ في خراب وألفُ حديثٍ لا يَشفيني ليس تقليلًا من أحد، لكن المُعضلة دائمًا أنه لا أحد يفهم حُزني، ولا أحد يُجيد ترتيب فوضويتي أعترف أنني أمنح غيري ما أحتاج إليه دوماً، وأني فاقدٌ للشيء الذي أعطيه.
شيء صغير، ضئيل ودقيق جدًا، رقيق وغير مُلاحظ عادة، هامشي ومُهمَل يُمكنه أن يُعيد منظورنا تجاه الحياة.. الرهان أحيانًا على شيء تافه يُمكنه خلق فرق كبير، كأن يبتسم لك شخص غريب .