"مما يُؤنس الإنسان في انتظار قضاء حاجاته ويسُر قلبه في كرُباته: رُؤيته إنعَام الله على غيره، يرَى هذا يُفرحه الله بكذا، وتلكَ يُرضيها الله بكذا، فيستبشر بـ ربِّه الكريم الواسع الذي لم تُعجزه مسائل هؤلاءويقُول لنفسه: ربِّي جوادٌ جميل يُبسط يدَه بالخير على عباده، وأنا وأنا من عبادهيا رب وأنا تحنَّن عليَّ، وانظُر إليَّ 💗"
يهرول الإنسان يجري في الدنيا محاولا الإلمام بكل شيء تحت أجنحته، يأخذ من هذا ويأخذ من ذاك، ويجري.. ما باله لا يفكر بشيء غير أن يعرف كل شيء، وأن يتفوق بكل شيء، وألا يسبقه أحد في أي شيء ينسى الإنسان لماذا أتى وينسى إلى أين يسير.. وينسى من يكون، وكيف حجمه، وما هو موقعه من هذه الدنيا ومن الخلق كافة.. وينسى أن هذه الدنيا ما هي إلا شيء لا يذكر من حياته الحقيقية. كلنا ننسى وكلنا لا نذكر، فمتى نفيق..
لِلَّه حُزنُّنا وضَعف قُوتنا.. الحمد لله أنها دنيا وستنقضي، الحمد لله أنها ليست دارنا ولا ديارنا.. إنما هي دنيا.. كل ما فيها مُتعِب وكل مَن فيها مُتعَب.. عسانا في الجنةِ نأنس ويؤنس بنا..
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾اللهمَّ صلِّ على محمَد وعلى آل محمَّد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد. اللهمَّ بارِك على محمَّد وعلى آل محمَّد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد..https://t.me/hojaira_6/120
أيّها القمر الجميلُ الأخّاذ.. الليلة جئت أسألك: "متىٰ يستريح القلب؟ إمّا مُجاوِرٌ حزين وإمّا نازحٌ يَتذكَّرُ!"هل تعرف لهذا الألم انتهاءً؟ لقد أرهقتني هذه الأيّام، ولا أتصبّر إلّا بمراقبة ضوئك.. ما أجملك وأنت تُنيرُ هذه السماء المُعتمة وهذا الليل البهيم!أيّها القمر.. هل ستأتي الليلة التي سأراقبك فيها وقد أُزيلَ عنّي الهم؟
عبدالله بن رواحة..-كان رضي الله عنه شاعرا وكاتبا، وهو من الذين جاءوا لبيعة العقبة الأولى (كانوا اثني عشر رجلا) وبايعوا الرسول سرا في مكة.. -جاء في العام التالي مع الأنصار في بيعة العقبة الثانية وشارك في غزوة (بدر، أحد، الخندق، الحديبية، خيبر).-وقد كان ابنُ رواحة يُقاتل أعداءَ الإسلام بسَيفه ولسانه؛ فعن أنسٍ قال: دخَل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - مكَّةَ في عمرة القضاء، وابن رواحة بين يديه يقول:خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ اليَوْمَ نَضْرِبكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ ضَرْبًا يُزِيلُ الهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِفقال عمرُ: يا ابن رَواحة، في حرَمِ الله وبين يدي رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تقول الشِّعْر؟ فقال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خلِّه يا عمر؛ (أي: اتركه)، فوالذي نفْسي بيده لكلامُه عليهم أشدُّ مِن وقْع النَّبْل))، وظلَّ هذا البطلُ شوكةً في ظهر المشركين، إلى أنْ جاء اليوم الذي كان ينتظره، ألاَ وهو اليوم الذي رَزَقه الله فيه الشهادةَ في سبيله، إنَّه يوم مؤتة. -كان له دور في غزوة مؤتة، فقد كان ثالث الأمراء الذين اختارهم رسول الله (زيد بن حارثة، جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين، عبدالله بن رواحة).-كان عبدالله بن رواحة يحث المسلمين على القتال قائلاً: يا قومِ إنَّ الذي تَكْرهون لَلَّذي خرجتُم له تطلبون - الشهادة - وما نُقاتل الناس بعددٍ ولا قُوَّة ولا كثرة، إنَّما نقاتلهم بهذا الدِّين الذي أكْرَمَنا الله به، فانطلقوا فإنَّما هي إحدى الحُسنيين: إما ظهور (نصر)، وإما شهادة. -وعندما التقى الجمعان سقطت الراية من (زيد ين حارثة ثم جعفر بن أبي طالب) فحمل الراية (عبدالله بن رواحة) وأخذ يحارب في غير تردد ولا خوف، فكان شعاره (يا نفس إلا تُقتلي تموتي) حتى استشهد وهو مطمئن النفس.
كمَرِّ السحابِ يمرُّ البشرْ فناس كغيمٍ وناس مطر وناس بقوا في الحياةِ طويلًا ولم تذكُرِ الأرضُ منهم أثر ومهما أردنا مكوثًا فإنّا مُحالٌ علينا بِأنْ نستقرْ وتمضي الحياةُ ونمضي عليها ونبقى بها دائمًا في سفر.
"كل فترة لازم الإنسان يقول لنفسه: أعلم أنك خُلقت وحدك، وتموت وحدك، وتدخل قبرك وحدك، وتُبعث وحدك، وتُحاسب وحدك ولا واللّٰه ما معك ممن ترى أحدًاعلشان يخفف عشم في الناس شوية، ويصوب نظره لما خُلق له."
الشيطان ليس له مدخلٌ على ابن آدم إلَّا من باب هواه، فإنَّه يطيف به، من أين يدخل عليه، حتَّى يفسد عليه قلبَه وأعماله، فلا يجد مدخلًا إلَّا من باب الهوى، فيسري معه سرَيان السُّمِّ في الأعضاء. - ابن القيم | روضة المحبين.