فلا بديل عن الكفاح ، فذلك قدر الإنسان .. و ذلك أيضاً شرفه و امتيازه على الملائكة . ولم يُخلَق الإنسان ليَرِث الجنة بلا مجهود ، و إنما خُلِقَ ليأخذ الجنة غِلابا ، و بعد إثبات الإستحقاق . فلابد من المكابدة و المعاناة . " لقد خلقنا الإنسان فى كبد " ( البلد : 4 ) ولا يمكن أن يكابد واحد بدلا من آخر، ولا يستطيع أبوك ولا أخوك، ولا صديقك أن يحمل عنك تلك المكابدة فيعانيها بدلا منك... وإنما يخلق الإنسان ليولد وحده، ويموت وحده ويشيخ وحده، ويمرض وحده ويتألم وحده. ويكابد وحده، ويلقى الله وحده. ولا نملك أكثر من أن نهون على بعضنا الطريق.. ببذل الحكمة والخبرة والقول السديد. د. مصطفى محمود كتاب عصر القرود.