أنا لا أغفرُ للغِياب ، ليسَ لأنه يُعتبر إهانة فَحسب ، إنما لا أغفر لهُ حالتِي الصّعبة ، مزاجِي المتقَلّب ، إشتعالَ النِّيرانِ في صدرِي وشعورَ الإختناقِ بدُونِ سببٍ.. أنا لا أغفرُ لهُ تعرّي عاطِفتي ،إانكشَافي التّام أمَامَك ، ظُهورَ ضعفي وعجزي إثرَ رحيلك.. أنا لا أغفرُ للغيابِ! كانَ بإستطَاعتي أن أدقّ أبوَابك مرةً أخرَى ، لكِنّ فكرةَ عيش تجربة الألم بعدَ الفِراق لا يزالُ خوفُها إلى الآن ينهشُ قلبِي ، فأغلِقُ هاتفي بعدَ أن كُنت أتحرّقُ شوقاً لمُكالمتِك وأنام.. كانَ بإستطَاعتِي أن أمسكَ يديكَ وكأنّنا لم نفترِق ، كأنّ حبّنا لا زالَ صافياً نقياً كما عهِدناه ، لكنّ الحقيقة أنّنا جرَحنا بعضَنا بما فيهِ الكفاية ، إلى أن باتَت العَودة مستحِيلة.. لكنّني أعلمُ أنّكَ بإنتظارِي ، كما هو الحالُ معي من بعدِ فراقِنا.. لكنّنا لم نعد كما كنّا ، شئٌ فينا تغيّر.. حتماً شئٌ فينا تغيّر.. لا شئ يبقى على حالِه بعد الخسَارة صدّقني.. أنتَ خسرتني ، وأنا خسرتُك و الفراغُ الذي خلّفه الغِياب قَد إنتَصر ، الّلَعنة عليهِ فَقد إنتَصر! لم يعد يجدي العتاب في شئ فقد صرتَ گ غريبٍ بالنسبة إلى ، انتهينا وانتهى كل شئ.. سلامٌ عليك وسلام على ما مضى.
"مرحبًا، كيف حالكَ؟ هل أنتَ بخيرٍ من بعدي؟ إذًا لماذا مازلتُ أتألم، هل مازالت حياتك مستمرة؟ إذًا لما حياتي متوقفةٌ مُنذُ رحيلك..! هل وجدتَ شخصًا يحبُكَ بمقدارِ حبي لك؟ أأمل أنكَ وجدتَ ذلك الشخص، ولكن أتعلم مهما فعلت لن تجد شخصًا يحبُكَ بمقدارِ حبي لكَ، على كلِ حالٍ أتمنى لكَ السعادة، رغم كُل تلكَ الندوب التي تركتها بقلبي، وأظنها سترافقُني للأبد".