...... نشتاقهم ...... نشعر بهم يختالون بقلوبنا يعبثون بأضلاعنا يبعثرون ترتيب نبضاتنا ..... ولكن ....... لأن البوح بالمشاعر أمر محرم فإننا نحبس أشواقنا بحكم مؤبد
للراحلين عن حياتي ...لمن فتحوا لي أبواب قلوبهم بكل صدقوهبوني الحب بلا ترددمنحوني الأمان بلا حدودغمروني بعطائهم ثم رحلوا ....بلا موعد ، بلا إرادة ، غير إرادة الله يا راحلين عن الحياةِ وساكنين بأضلعي يا شاغلين خواطري في هدأتي وتضرعي أنتم حديث جوانحي في خلوتي أو مجمعي
لا يوجد أحد لم يمر بموقف في الماضي سبب له ألم أو جرح هذا الألم طبيعيإلاّ أنه عند البعض .. وأنا منهميستمر لوقت طويل ..إنني أعيش الألم أكثر و أكثر مع مرور الوقتأصبحت روحي رهينة الماضي وآلامه وذكرياته تلك الذكريات التي كانت في حينها تضحكني من القلبأصبحت تبكيني من القلبفهي ذكريات لن تتكررلأنها لأشخاص وإن رحلوا من عالمناإلا أنهم استوطنوا القلب وللأبد .
الحمد لله الذي خلق كل شيءٍ وقدّره الحمد لله الذي له الأمر جميعا ومدبره الحمد لله الأول لا شيء قبله الحمد لله الآخر لا شيء بعده الحمد لله الظاهر فوق كل شيء وقاهره الحمد لله الباطن لا يخفى عليه شيء ومُبصره الحمد لله مالك الملك كله وحاكمه الحمد لله الحي الذي لا يموت الحمد لله بعدد ما خلق الحمد لله ملئ السموات وملئ ما حوت
و في " المساء " حين أجلس " وحيدة " أحاول أن أجمع ظلال أيام جميلة عشتها وأحاول أن أترك بعيداً كل مشاعر "الألم" أجد نفسي وبلا إرادة أعود إلى الألم ... إلى الشجن وتضيع كل محاولاتي للخروج من شرنقة الألم ..... " هباءا منثورا "......
أشعر بألم وغصة واختناق أشتاق لأيام قديمة مضت مع أناس سكنوا القلب ولن يبرحوه ما حييت ففراقهم كلهيب الشمس يبخر الذكريات من القلب ليسمو بها إلى عليائها فتجيبه العيون بنثر مائها لتطفيء لهيب الذكريات وهيهات .. هيهات أن تطفأ
ما أصعب .... أن تعيش وسط الناس وكأنك في كهف مظلم أن تعيش أحلاما لا تتحقق أبداً أن تموت وأنت حي ، واقفاً أمام الجميع أن تبتسم وتخفي دموعك لتبدو أكبر من أن تكون طفلاً يبكي !!!!
في ليلة من الليالي الحزينة و في ركن من أركان غرفتي المظلمة أمسكت بقلمي لأخط بعضاً من همومي فسقط قلمي من أصابعي التي ترتجف ونزف حبره الذي اختلط بدمعي فطمس معالم كلماتي فعدت إلىٰ صمتي في ركن غرفتي المظلم !!!!
شعور مؤلم ... أن تجلس في الركن البعيد كالطائر الصغير تذكر ملامح " الراحلين " وتفاصيلهم معك وتبكي بكاء الأطفال وتناشد الظلام أن يستر لحظات ضعفك بدونهم فأنت تعلم بأنهم أبداً لن يعودوا يوماً إليك
مع هدوء الليل وسكونه تبدأ صرخات الذكريات تهز كياني وأجد مشاعري الثائرة تجوس خلال الأيام ... الساعات ... اللحظات ... والثواني وأجد زفراتي تفر من صدري وصور كثيرة تعرض أمامي وكلما أنظر إلى إحداها تخرج من أعماقي تنهيده تشق صدري وتخبرني بقرب " النهاية " ...!!
لا...الحياة لا تقف عند أحد... بل هي تمضي بنا إلى أن تحين لحظة النهاية ولكن تتوقف الكثير من الأشياء بداخلنا مع خيبات اﻷمل كالمشاعر.....اﻷحاسيس....الرغبة في الحياة...اﻷمل