هل من المعقول أن يولد الإنسان ليعمل، ويكسب المال، ويبني منزلًا، وينجب الأطفال، ويموت؟
على الإنسان أن يدرك ويعي الحقيقة وراء وجوده في هذه الحياة الدنيا وأن السبب الأول والرئيسي لخلقه هو عبادة الله سبحانه وتعالى كما ذكر في كتابه الكريم: (وما خلقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا ليعبدون) وما دون ذلك من أمور لا يجب أن تأخذ حيزاً كبيراً من الإهتمام، وبأن هذه الحياة مؤقتة وليست الحياة التي ينبغي أن يتطلع لها المرء ويعمل ويسعى لها كل السعي ويجعلها جُلَّ همه فما هي إلا دار زوال وفناء واختبار وأن الإقامة الأبدية والحياة الفعلية إنما هي في الآخرة وتبدأ من بعد الموت على وجه التوضيح والتفصيل .. فما وُهِب الإنسان وأُعطي في هذه الدنيا من مال جزيل وبنين وصحة وعافية وخيرات كثيرة ونِعمْ طائلة ما هي إلا مقومات للعيش على هذه الأرض وسُبل ينبغي أن يُهتدى بها وتُتخذ لطاعة الله جلَّ وعلا والتقرب إليه ويُبتغى بها الثواب والأجر فالآخرة هي المستقبل؛ وفي نفس الوقت لا ضرر أن يتمتع ويسعد الإنسان في الدنيا بالحلال بما منَّ وأنعم الله عليه .. وفي قوله تعالى: (وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسَ نصيبك من الدنيا) تتلخص هذه الحياة.