. يصمتُ المرء طَويلاً ، ثم يمُوت في نهايةِ المطاف، مليئاً بالكلام الذي لم يَقُله، مليئاً بالأحاديث التي تَطفُو كجُثةٍ منسية للتو ظهرت، مليئاً بالأسرار التي ستُدفن معه في قبره، يمُوت مُحملاً.. يمُوت ثقيلاً جداً.
. كأنِي وُجدتُ حتى أرحَل، لايستمرُ معي أيَّ شيء طويلاً، كُنت أُغادر عن كُلِّ شيء، لقد قَضيتُ عُمري كُله وأنا أشعُر دائماً بأنه عليّ أن أُغادر، وكأنّ الرحيل أصبح كُلّ ما أملك.
. ظننتُ بأنني أحتضر، بأنني سأموتُ قريباً أيضاً، كُنت على يقينٍ من ذلك، لكن بعد ذلك قلت في بالي، ماذا لو كُنتُ ميتاً أصلاً، لكن لم يعرف أحد، وكُنت أتجول وأنا ميت لكن بوسع الجَميع رؤيتي وسماعي، كان هذا مريعاً، شعرتُ كأنني أحتضرُ شعوراً فقط، لأنني في الحقيقه كُنت لا أزال حياً، عليك ان تكون حياً لتشعر بذلك، لم أكن ميتاً، كُنتُ حزيناً جدا فحسب.