يوماً بعد آخر يزداد إقتِناعِي إن الإنسانَ لحيوانٌ بائس، مهملٌ في هذا العالم، محكومٌ عليه بالبحثِ عن طريقة لحياه نظيفه، طَريقه لم تعرفها الطَبيعة إطلاقاً، تجعلهُ حريته المزعومة يتألم أكثر من شكل أي حياة مُقيّدة في الطبيعة، وفقاً لذلك فلا شيء يُثيرُ الحَيرة إذا شعر الإنسان بالغَيرة من نبته أو زهرة، إن كُنت ترغب في أن تَحيا مثل نبات، تكبُر متجذراً، منشرحاً ثُم تذبل تحت الشَمس في اللاوعي التام، ترغب في المُشاركة بإخصاب الأرض، أن تكون تعبيراً مجهولاً من درس الحياة.. لم لا أُبادل وُجودي مُقابل نَبته؟.
تَجاوزتُ مُعظَمَ سِنينَ عُمري والأمنية الوحيدة التي تُرافقُ كِل عامٍ يلوح لي بالمَجيئ أن يتوقف غَيثُ الأحزان عن الهُطول على نَبضاتِ فُؤادي المُرتعشة من صَقيعِ الذكريات.