أواصل بلا حماسة هذهِ الأيام لقد اعتدت على هذا الخِواء صار عالقًا بي امضي نحو شيءٍ مجهول بخطواتٍ ثابته لا أهرب حين تأتي ذكرى عفِّنة لا أضحك حين تمُر غيمة، نسمة، فراشة أو حتى عصفور ولا اشعُر بالخيبات الجديدة ولا أندم على اللحظات الفائتة وكأن هذا القلب تحول من عضلةٍ نشطة لمقبض باب.
اخجل يا الله من شقائي وتعاستي فلم تأخذ مني ولدًا بعد، ولا أزال أجد مكانا أنام فيه. لكن قلبي يا الله ، فارغ حد الوجع كالمنزل المهجور، كالطريق المظلم كالبئر الفارغ الذي لا يمر به أحد .
لدي عشرة أصابع لكنها لا تكفي لأعد عليها حزني الأحد، الاثنين، الثلاثاء بكيت في جميعهم الاربعاء، الخميس، الجمعة كان اكتئابي شديدًا والسبت كنت وحدي.. في منتصف اليوم أشعر أنني أفتقد الجميع بعد ساعتين أشعر أني أكره كل شيء وبعد دقائق أتمنى لو تنتهي الدنيا من عمر العاشرة إلى عمر العشرين بقيت مضطربة أتأرجح بين مشاعري تطفو فجأة ثم تغرقني فجأة هكذا ظل حزني يُعلمني أن أحكي عنه.
لكنك لم تعد تدري من أنت، ولا ماذا تريد، تقوم من فراشك متكاسلًا كأنك لم تنم لبعد الظهيرة، ينقضي نهارك دون أن تُنجز أي شيء، وتقضي ليلك تُفكر في اللا شيء، الجميع يُعاتبك على اختفائك، وأنتَ لا تعلم أين أنت.
أشد ما يُختَبر فيه المرء.. هو الرضا، في مواضع الحرمان وفي الأقدار التي خالفت كل توقعاته، في كل موقف أجبر عليه، وكل ما يعيشه ويخالف هواه.. فيهتز داخله ويحاول مجاهدة قلبه... وترويضه.. حتى يلين ويهدأ ويقنع.. مهما أغرقه الغضب، فيصبح على يقين أن ما قُضِيَ هو الخير.. حتى لو لم يتبين له ذلك الآن..