من أنت؟! من أنت حتى تخبرني بعد هذا العمر الطويل من المقاومة أني أخطأت الطريق؟! وأن الباب الذي علي أن أفتحه كان خاطئًا! وأن المفاتيح التي أعطيت لي لا تفتح هذا الباب؟؟ لقد تأخرت كثيرًا بعدما استنزفت العمر في محاولة إقناع باب واحد أني أثق بالشخص الذي سلّمني مفاتحه، وأن وقوفي الطويل أمام الباب كان بسبب الثقة التي أحملها لذلك الشخص، لم أفكر مطلقا باحتمال الخطأ، لم أتردد مطلقًا في السير إليك أيها الباب العظيم وأنا أحمل بيدي مفاتيحك الخاطئة.
يتعافي المرء بكونه مُسالم، راضٍ، يُدرك صغر الدنيا فيهون عليه كل أذى، ويتعافى المرء أيضاً بكونه مؤمن، يُدرك أنه "ليس للإنسان إلا ما سعى"، وأنه سوف يجد خيراً مما مضى ورأى، إذا ألقى كل البؤس جانباً وحاول ألف مرة أخرى، ليصنع من كل الظروف التي تحاربه ظرفاً يدفعه لما يريده ويتمناه.