الإهتمام بالحيوان والنبات والتَّأمُل الطويل بصمت وسُكونْ هي وسائِل ناجحَة في حرقِ أصنام السلبيَّة التِي كوَّنتها عوامِل الحياة في رُوحِي، لذا أهتم بهذين الجانبْين كثيراً .
بعضُ أحْلامِي تأخُذنِي نَحو البعيد، إلى مرحَلة المُراهقَة إلى ذُروة النشَاطْ والقُوة والفَراغْ أيضاً وَ تَرمِي بي في تِلكَ الحِقبَة السَّعيدة والغريبة وفي ذاتْ الوقْت يَختفِي دور العقلُ الواعِي تماماً فلا أُدرِك إن كان الزمَنُ وهماً أم حقيقة، ولأنني شابٌ خجول وهادِىء في صِغري لمْ أتمكّنْ منَ الوصُول إلى أعلى درجاتْ الحماسَة في تجربَة كل شيء مُثير و جديد، يعُود بي العقلُ الباطِنْ إليه بعد مرور هذة السنواتْ الطويلة مِنْ بوابَة الأحلامْ وكأنهُ يُخبرني أنْ عليّ إعادة هذِة التجرُبَة وإن لمْ تكُن في هذا العالمْ الواقِعي، فيَهبطُ بي في الأماكن التي لمْ اتمنى فراقَها، فأرى السّواد يغطّي وجه أبي بعد أن أنارهُ الله بالشَيبْ الكامِل و تزول أثارِ التجاعِيد و علامَاتْ التعبْ التِي خطهَا الله في وسُوم أمِي، المنزِل الصّغير الذي تزيّنْت أرفُفه بدفاتِر أُمّي و أشرِطَة الكاسِيتْ الخاصَة بالفنانة وردَة الجزائِرية في شبابِها والأنتيكاتْ المُختلِفَة، وعبير القَهوة العربيَّة التِي تصنعُها أمِي على نارٍ هادِئة قبَل إستيقاظ أبي مِن قيلُولتِه، وضمّي لألعابِي وَ بهجتِي للقاء أصَحابِي المقاربينْ لسنِّي في مزرعة جدّي، تلكَ المزرعة الواسِعة التِي لطالمَا كانتْ تُغذِّي عقلي وقلبِي مِن تنوّع أزهارها وبرودةِ ماءها كثافة الثمار المُعلَّقة في أشجارِها ودُموع فراقِي لكُل ماذكرتُه كان الملامُ فيه أنتَ أيُّها الزَمنْ ولكِن وبعد أن تعمّقتُ في معانِي الحياة بشكْلٍ مُوسع وأكثر مِن ذِي قبل أدركْتُ أنّك مظلوم وأن الحزنْ على ما فاتْ كان غِشاوة على عيني صنعتُها أنَا بنفسِي فلمْ أتمكّن مِن رؤية الجمال المُستَمر للحياة بعد ذلك، ورُبما كانتْ هذِة هي رسالة الله لي في هذة الأحلامْ.
كل شيء محتوم، البداية والنهاية كذلك، بقوى ليس لنا قدرة على التحكم بها، من الحشرات إلى النجوم، الكائنات البشرية، النباتات، أو الغبار الكوني، جميعنا نرقص على إيقاع خفي، مرتل بمزمار لا مرئي.-ألبرت أينشتاين-
أنا بخير دائِماً ما دُمتُ أرى الأسئِلة التِي تَهتمّ بما أشعُر بِه في كُل يومْ جديد، فتقضِي على وِحدتِي وتواسِيني في غُربتِي أنا بخير لأنَّنِي لمْ أخسَر البصَر ولا زلِتُ أفوزُ بمُشاهِدة النُجوم المتأَلقَة في مُنتصَفِ الليل.
الزواج ما اقدر افتيك فيه لاننا في الهم سوا طال عمرك اللهم اني ما أشوف الزواج أمر مرعب للدرجة هذي بالعكس إيجابياته أكثر من سلبياته لانه يعطي للحياة معنى وأهداف ويعلمك الصبر وشعور الأمومة، صحيح فيه قصص مؤسفة كثير صارت وشوهت فكرة ان الزواج استقرار لكن مع ذلك هم مجرد حالات شادة والاغلبية تنجح حياتهم الزوجية، فانتي توكلي على الله وشوفي نصيبك 😊
أُكتُب كما لو إنكَ تجلس على مقعد خشبي في كنيسة مهجورة .
تبدأ خيوط الشّمسْ الحمْراء المُنعكِسة على الزُّجاجِ المعشق بالولوجْ وإنارة هذا المكان المُقدّس و يصدحْ الديكْ عالياً لتنتقِل أنغامِه في أرجاء القَرية مُتعمداً إزعاجْ الكُسالى من أهلِها ومُسبّحاً لله على بدايَة هذا اليومِ الجديد، وتسْتقِر الحمامَات البيضَاء على أغصانِ شَجرة السَّاحة العِملاقَة، جميعُ المَخلُوقات تنظُر في تعجُب لإبداع الربْ في رسمِ هذِة اللوحَة العظيمَة التِي تنعم أرواحُهم بمُراقبتِها سالبةً أفئدتُهم بجمَالهَا، يداي ترتجِفان وأنا في الداخِل مُغمضاً عيناي وما أفكِر به هو مسألة الرحِيل دون الإعترافْ بمَا أُثقِل به كاهِلي منَ الخطايَا فلا ترتقِي نفسي وتُهجَر بعيداً عن مصدر هذا النُّور الذِي أشعُر بدفئة من حولِي الان.
إجابة هذا السؤال ستكُون مُطوّلة ولكِن سأختصِرها في القول بأن أجمل ما يفعله الرجُل هو خلق ابتسامة سعادة وإن كانت عابِرة في الوجُوه التعيسَة التي تُقابله، أن تسعَى لإستئصال التشوّة الذي قام بصُنعة الإكتئاب والحُزن في تِلك الأرواح المُنهكة لهو أمر جميل واتمنى أن أصِل إلية يوماً ما.
الإنسانْ كُتله مُتقلّبة مِن المشاعِر، من يتحكّم بديمُومة أي نوع مِن هذِة المشَاعر هو الإنسان نفسُه، مع العِلمْ أنها مشاعِر نسبية فلا يُمكن أن يوجد شخص حزين جداً دون أن يمتلك جزءً من السعادة والعكس صحيح، الشغفْ هو اسمَى مراحِل الحُب والحماس وفُقدانِه لا يعني بالشّرط استحالة الوصُول إلية مُجدداً لانّهُ يعُود في أبهى صُوره بمجرّد غيابِ المُؤثّر.
عِلمي بأن الأرواح الهزيلة التي تستمِدُ قوتهَا من سعادتي س تواجِه الحُزنْ والعذابْ إن لم تَرى الصُمود مُتمثِلاً في كُلِ ذرة منّي.. لذا سَأبقَى صامداً وإن تظاهرتُ بذلك.
تَفاصِيلُ وجهِك أعَادت لي قشعريرة الحُبْ الأَول وبلحظَة خاطِفة أخذتنِي إلى الزمَن الماضِي برفقَة الحُب الأول، الإبتسامة الساحِرة ذاتَها والعينانِ الواسِعة و القهقهة العالِية التي تُغضب والِديهَا، لها رُوح مُراهِقة ومُتهوّرة وعاشِقَة، إنها مزيج من المشاعِر التي من أجلِها فازتْ بقلبي، وجْهُكِ الجميل رسَالة صامِتة تُخبرني أن الماضِي بمنْ حواهُم دائماً حاضرون.
صـباح ومـساء الخير: لدي سؤال بسيط، سـؤالنا لـ هذا اليوم يـنُص على، هـل الإنسان الـذي يُـفضل الوحدة إنـسان طبيعي؟ "الوحدة بشكل كامل في حياتـه لا لـ عدد الساعات فـقط؟.
لا ليس طبيعي ابداً، الإنسان بطبيعتة يحب الحياة الإجتماعية و خُلقَ بالأصل ليتعارفْ بغيرة من الناس ويتبادل معهم الخبرة والمشاعر والعواطف وإلا لما نشأت الثقافة و لا اللُغة لفظية ولما اختلفت المجالات العلمية وبقي كل رجل في منزله وحيداً إن إستطاع أن يبني منزلا في الأصل لينتهي به المطاف في دوامة نفسية ساحقة ولن تستمر حياته في التقدم بكل تأكيد.
السيد كهرمان يسعى جاهداً ليقِف من جديد، إنهُ يعود كُلما دار بِه الزَّمنْ ورمتهُ الأحلام في أرضِه الأولى في الحقل الواسع المكتظ بأشجار الخريف المُزين بينابيع الماء الباردة وصفحات الكتب الملقاه على طريق منزله الضيق، رائحة الكعك الشهية التي تتسلل إلى غرفته في الطابق العلوي والمُعد بطريقة سهله من إبنة الجار، أنها تفاصيل تُعيد إنعاش أجمل مشاعرة التي يكنّها لتلك القرية.
لا أُتابع هذِة البرامِج الجديدة إطلاقاً، والسَّببْ في ذلِك هُو عدمْ وجُود أهداف وفوائِد سَامية لمشاهدتهَا ، أغلبُ مافيها هُو ضَربُ مِنْ خِفّة وجُنونْ كمَا تحتوي غالباً على أصنافُ كثيرة مِنْ المعاتِية وعبدة الشُهرة حيث لا مُحتوى لهُم ولا فنْ .
إفتقَدتُ هذا الشُعور مُنذ سنواتٍ طَويلَة لأنهُ وفي طبيعة الحَال يتوهَج في بدايَة مراحِل الشبَابْ حيثُ يتقاسَمُ الطيشُ والتَشتُتْ والفراغْ قلبْ الشَّابْ فيقَعُ في حُب لمْ يُكتَب مِنْ نصِيبه ويُحكمْ عليه بالفشَل الذَريع لأنه مبنِي على تُرهَات وريَاء عاطِفي لا يمُتُ للواقع بصلة، وهذا أمْرُ سائِد في بلادِنا الشَّرقية والحُب فيها كائِنْ مُنقرضْ مُنذ آلافِ السنينْ.
لنْ أنساكَ يوماً، عندما مددتَ يدكَ لي تحطّمت مِرآة الحقيقة الزائفة التي استوطنت رأسِي والتي تَعكِس صورتِي وحيداً كلَّما وقفتُ أمامها، فشعرتُ بالطمأنينة مُجدداً.