حين ترتبط الجرأة بالغباء، تُنتج لنا الوقاحة. فالوقحُ غبيّ؛ لأنه لا يُحسن دوافع جرأته، ولا يهمّه أن يكون على حَقّ بقدر ما يهمه أن يحصل على ما يريد ،والشجاع لا يُسمّى شجاعًا إلّا لأنه يعرف دوافع الجرأة، فلا يسلّط لسانه في غير موضعه، ولا يرتضي أن يفعل أفعالًا تؤثّر على قيمته وسمعته.
عدم تأثُّرك بشيءٍ ما دليل قاطع على انتهائه فيك، إذا حاولت استعادة إحساسك تجاه شيء ما، وعجزت عن استشعاره، فذلك يعني أنّك تحاول استعادة مرحلة اِنطوت، وما من مرحلةٍ اِنطوت إلّا وأقبلت بعدها مرحلة تليق بالتغيُّر الذي حدث لك.
جذعك في الحاضر قائم، وجذورك في ماضيك ضاربة، أما غدك أغصان تنمو نحو السماء حاملة ثمارك بكل اتجاه؛ فإذا عجزت عن الازدهار فاعلم أن جذورك ما تزال تشرب من مرارة آلامك، أو أن فأسًا أصاب جذعك.