عليك أن تدرك جيدًا أن لكُلِّ مرحلة في حياتك إستقلالية منفردة عن غيرها، ونمطًا معيشيًا مغايرًا لما سبق فمن عرفتهم بالأمس ليس بالضرورة أن يكونوا مناسبين لليوم، ومن كنت لا تهتم لأمرهم في الأمس قد يصبحوا اليوم وحدهم في المقدمة، فلا تُبرهن أفعالك لإرضاء أحد، ولا تُربّت على قلب من هجرك طوعًا ولو عاد حاملًا السبعين عذر، يكفيك أنّك خضت صراعًا ضاريًا لتحرير مساحاتك الروحية من هيمنة الألم، ويكفيك أيضًا أنك كنت ولا زلت وستبقى في معيّة الله، وعلى القلب بعد الراحلين ألف سلام.
الحبّ لا يُقاس بِخلوّه من الخلافات والمشاكل، بل بِقدرة الطرفين على تجاوزها والحفاظ على مشاعر الحبّ والاحترام المتبادل. فبالتّسامح والصبر والحوار، يُمكننا تحويل هذه الهزائم إلى دروسٍ نتعلم منها ونُصبح أقوى وأكثر قدرةً على مواجهة تحدّيات اقوى و أعتى.