يبدو كتير لازم نخوض مسار مُتعرّج جدا قبل ما نسلك مسار صحيح! ربّما ده بيضايقنا لأنّه بنشعر فيه بمرارة "العمر الضايع" والمجهود الكبير بلا جدوى ظاهرة (عالفاضي؟)! لكن الإطلالات اللي شفناها في المسار المتعرّج ربما فيها أهم دروس حياتنا ومكناش هنشوفها بطريقة تانية لأننا عمرنا ما كنا هنختار طواعية نمشي في المسار المتعرج ده!
الحمدلله أنها دنيا وستنقضي الحمدللّٰه أنها ليست دَارَنا ولا دِيارَنَا وأن المُستقر بجوار رَب العالمين الحمدلله أنها دُنيا وسَتنقضى وعسَانا فى الجنة نأنَس ويُؤنَس بنا كل ما فيها مُتعِب وكل من فيها مُتعَب لبَّيك إن العيشَ عيش الآخرة.
امتنان جميل جدًا لربنا على كل شيء، كل شيء بلا استثناء، وشكر كثير جدًا على كل شيء، على لطفه الخفي، وعلى رحمته التي لا حدود لها، وعلى جميل أقداره التي تتدخل في الوقت المناسب لتنقذني دائمًا.لك الحمد والشكر يا الله، لك الحمد حبًا وشكرًا، ولك الحمد يومًا وعمرًا، ولك الحمد دائمًا وأبدًا..اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، ولك الحمد على كل حال.
أكتر آية مرعبة على الإطلاق بالنسبالي هي اللي في سورة ق :"وَجاءت سَكرَةُ المَوتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنتَ مِنهُ تَحِيد."ربنا سبحانه وتعالى بيخاطب الإنسان وهو في سكرات الموت، وبيقوله جت لحظة اليقين، جت اللحظة اللي انت خايف منها طول عمرك وبتحاول تتهرب منها ومش عايز تواجهها، جت اللحظة اللي مفيش منها مفَر، ومفيش هروب. وفكرة إن الموت هو الحقيقة الوحيدة في الحياة فكرة مرعبة أوي بالنسبالي، وحقيقة خايف فعلاً أقابلها.فاللهم أحسِن خاتمتي واصرِف عني ميتة السوء، وتوفَّني وأنت راضٍ عني واجعلني كغَيمة مرت روَت ثم ولَّت.
"يشعر الإنسان أن آخر بصيص أمل فُقد، وأن يداه لا حيلة لهما، وأن كل شيءٍ يسير عكس ما يريد، حتى يتذكر ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْء في السماوات ولا في الأرض ﴾ فيستريح قلبه، ويرتاح عقله، ويهدأ خاطره، لأن له ربٌ قادرٌ على كل شيء."
المؤمن يقطع عمره كله في مُحاولة ترويض نفسه يهزمها مرة و تهزمه مراتوكل أمله أن يلقى الله غالبًا لا مغلوبًا لأن في هزيمتها انتصاره ونجاته.{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
نذكرك في المسرّات لنُباركها، وفي الحُزن لينجلي، وفي الدعوات لتُستجاب، وفي لحظات الخوف لنطمئن، وفي مسارات الحياة لننجو، هلّ الهنا وانجلى الحُزن وانزاح الهم بذكرك.."فالصلاة والسلامُ عليكَ حياً فينا لا تموتَ أبداً، نُحبكَ ونُحب من يُحبكَ والموعدُ الحوض كما أخبرتنا، وإنّا لنُصدقك"- هاجر عبد الوهاب