_?
ميسسسآء ??
.
تلاشى سريري وبقيت ساكنًا في الهواء كما لو أنّه مازال أسفلي ، وتبعتها الطاولة أمامي وما عليها ، حتّى نفّاضة السجائر اختفت ، اختفت النوافذ والأبواب وتلاشى المنزل ، وكأنّك في لعبةٍ رقمية ويتلاشا المقتول بها على هيئة مكعباتٍ مُتناثرة حتّى تصير غبارًا منثورا ، وتبعهم بيت جيراننا والبيوت المُحيطة بنا حتّى اختفت المدينة كُلّها ، بقيتُ مُتسمرًا مكاني دون أيِّ حركة ، كانت السماء خاويًة جِدًّا ، فيها نورٌ ساطع ولكنّه شيءٌ آخر غير الشمس ، لم تحتوي سمائي لا شمسًا ولا غيومًا حينها ! رفعت رأسي بعد أن وعيت للصدمة الحاصلة فسقطت أرضًا ناسيًا أنَّ سريري لم يعُد موجودًا هُنا أيضًا ، وقفت ونفضتُ الغُبار عنّي مُنذهلًا لهول المنظر ، منظر الخلاء المُخيف ، لم أعلم كيف حدث أنّي وعندما حاولت المسير خُلق من اللاشيء قفصٌ حديدي قيّدني في داخله ! أمطرت السماء عليَّ لحظتها مطرًا أحمر اللون مُرَّ الطعم ! لم أكُن قادرًا على فعل شيء ولا حتّى البُكاء أو الصُراخ أو الكلام ، فقدت طاقتي على فعل أيِّ شيءٍ ماعدا الإنبهار الممزوج بالرهبة لما أنا فيه ، ضغطت على نفسي وحبست نَفَسي في صدري واستجمعت كُلَّ طاقتي القليلة المُتبقية وبقيتُ ضاغطًا هكذا لثوانٍ وصرخت حينها بصوتٍ مُرتعب قائلًا :"ليس من المنطقي أن تُغلق أبواب الحياة جميعها دُفعًة واحدًة في وجهك"! وكان قولي هذا ممزوجٌ بدموعٍ أحرقت وجنتيَّ لشدّة الإختناقِ فيها .
وأنا أصرخ رأيتُ طيفًا قادمًا من بعيد نحوي ، رُغم أنَّ تلك الحالة كانت تستدعي الفرح للتفكير أنَّ المُخلِّص أتى ولكنّي ارتعبتُ أكثر ! حتّى وصل الطيف الأسود عندي وكان مُتلثمًا لا أرى من ملامحه إلّا القليل الذي لا يُغني عن شيء ، كان في يده مِبردًا من الفولاذ لقصِّ الحديد القاتم ، بدأ بزجِّ مبرده في زوايا القفص الخانق وأخبرني بصوتٍ هادئ ألّا أخاف ، ولكنّي بقيتُ صامتًا أُناظره بعينيَّ المُرتجفتين ، حتّى بانَ ليَ أنَّ يده بدأت تنزف دمًا لشدّة قساوة الحديد الذي يقوم ببرده ، ورغم ذلك لم يتوّقف رُغم الأذى الذي لحقه بسببي ، لم يتوّقف حتّى جزَّ قُضبان القفص فاتحًا لي كوّةً للخروج منها ، ونجحت فعلًا في ذلك ، وما أن خرجت حتّى اختفى ذلك الطيف الغريب ! اختفى الطيف الغريب وبدأتِ الغيوم القليلة والشمس يلوحان في السماء ، لقد عادت سمائي إلى طبيعتها حتّى أنَّ نور الشمس الساطع ضايقَ عيناي جِدًّا مما أدّى إلى إجباري على فتحِ عيناي للإستيقاظ من ذلك الحلم المُرعب !
عندما استيقظت بسبب الألم في عيناي لاحظت أنَّ نور الشمس قد دخل غُرفتي وتوّجه إلى عيناي ليلامسهما ، وحينها جلست وأشعلت سيجارًا ومددت قدماي على الطاولة التي اختفت في حلمي منذ قليل .
بعد الكثير من التفكير علمت أنَّ ما رأيته دلالًة على المصائب التي أوقعتني فيها الحياة ومرّغت أنفي بالوحل لكثرتها ، والطيف الأسود الذي تأذّى وهو يحاول إنقاذي ما كان سوى ابن عمّي " والذي كان ليَ طاقة فَرجٍ في كُلِّ مرٍّة كانت تُغلق الأبواب جميعها في وجهي ، وكان الوحيد الذي يمدُّ إليَّ يديه عندما أسقُط ..
لذلك عليَّ أن أُحبّه أكثر من أيِّ شيء ، وأن أكون مدينًا لهُ بكلِّ شيء .
وأنت ، من هو طاقةُ فَرجكك عندما تُغلقُ الأبواب في وجهكك ؟
#??
.
تلاشى سريري وبقيت ساكنًا في الهواء كما لو أنّه مازال أسفلي ، وتبعتها الطاولة أمامي وما عليها ، حتّى نفّاضة السجائر اختفت ، اختفت النوافذ والأبواب وتلاشى المنزل ، وكأنّك في لعبةٍ رقمية ويتلاشا المقتول بها على هيئة مكعباتٍ مُتناثرة حتّى تصير غبارًا منثورا ، وتبعهم بيت جيراننا والبيوت المُحيطة بنا حتّى اختفت المدينة كُلّها ، بقيتُ مُتسمرًا مكاني دون أيِّ حركة ، كانت السماء خاويًة جِدًّا ، فيها نورٌ ساطع ولكنّه شيءٌ آخر غير الشمس ، لم تحتوي سمائي لا شمسًا ولا غيومًا حينها ! رفعت رأسي بعد أن وعيت للصدمة الحاصلة فسقطت أرضًا ناسيًا أنَّ سريري لم يعُد موجودًا هُنا أيضًا ، وقفت ونفضتُ الغُبار عنّي مُنذهلًا لهول المنظر ، منظر الخلاء المُخيف ، لم أعلم كيف حدث أنّي وعندما حاولت المسير خُلق من اللاشيء قفصٌ حديدي قيّدني في داخله ! أمطرت السماء عليَّ لحظتها مطرًا أحمر اللون مُرَّ الطعم ! لم أكُن قادرًا على فعل شيء ولا حتّى البُكاء أو الصُراخ أو الكلام ، فقدت طاقتي على فعل أيِّ شيءٍ ماعدا الإنبهار الممزوج بالرهبة لما أنا فيه ، ضغطت على نفسي وحبست نَفَسي في صدري واستجمعت كُلَّ طاقتي القليلة المُتبقية وبقيتُ ضاغطًا هكذا لثوانٍ وصرخت حينها بصوتٍ مُرتعب قائلًا :"ليس من المنطقي أن تُغلق أبواب الحياة جميعها دُفعًة واحدًة في وجهك"! وكان قولي هذا ممزوجٌ بدموعٍ أحرقت وجنتيَّ لشدّة الإختناقِ فيها .
وأنا أصرخ رأيتُ طيفًا قادمًا من بعيد نحوي ، رُغم أنَّ تلك الحالة كانت تستدعي الفرح للتفكير أنَّ المُخلِّص أتى ولكنّي ارتعبتُ أكثر ! حتّى وصل الطيف الأسود عندي وكان مُتلثمًا لا أرى من ملامحه إلّا القليل الذي لا يُغني عن شيء ، كان في يده مِبردًا من الفولاذ لقصِّ الحديد القاتم ، بدأ بزجِّ مبرده في زوايا القفص الخانق وأخبرني بصوتٍ هادئ ألّا أخاف ، ولكنّي بقيتُ صامتًا أُناظره بعينيَّ المُرتجفتين ، حتّى بانَ ليَ أنَّ يده بدأت تنزف دمًا لشدّة قساوة الحديد الذي يقوم ببرده ، ورغم ذلك لم يتوّقف رُغم الأذى الذي لحقه بسببي ، لم يتوّقف حتّى جزَّ قُضبان القفص فاتحًا لي كوّةً للخروج منها ، ونجحت فعلًا في ذلك ، وما أن خرجت حتّى اختفى ذلك الطيف الغريب ! اختفى الطيف الغريب وبدأتِ الغيوم القليلة والشمس يلوحان في السماء ، لقد عادت سمائي إلى طبيعتها حتّى أنَّ نور الشمس الساطع ضايقَ عيناي جِدًّا مما أدّى إلى إجباري على فتحِ عيناي للإستيقاظ من ذلك الحلم المُرعب !
عندما استيقظت بسبب الألم في عيناي لاحظت أنَّ نور الشمس قد دخل غُرفتي وتوّجه إلى عيناي ليلامسهما ، وحينها جلست وأشعلت سيجارًا ومددت قدماي على الطاولة التي اختفت في حلمي منذ قليل .
بعد الكثير من التفكير علمت أنَّ ما رأيته دلالًة على المصائب التي أوقعتني فيها الحياة ومرّغت أنفي بالوحل لكثرتها ، والطيف الأسود الذي تأذّى وهو يحاول إنقاذي ما كان سوى ابن عمّي " والذي كان ليَ طاقة فَرجٍ في كُلِّ مرٍّة كانت تُغلق الأبواب جميعها في وجهي ، وكان الوحيد الذي يمدُّ إليَّ يديه عندما أسقُط ..
لذلك عليَّ أن أُحبّه أكثر من أيِّ شيء ، وأن أكون مدينًا لهُ بكلِّ شيء .
وأنت ، من هو طاقةُ فَرجكك عندما تُغلقُ الأبواب في وجهكك ؟
#??