#فتح

-

---

لكن هذا الباب الوردي..
فُتحَ لوحده..
وخلفهُ تعشن خمسةُ أميراتٍ جميلاتٍ للغاية..
نهضتُ لأدخله بالطبعِ كالعادة كل واحدة بعالمها الخاص بها..
تلك التي بيني وبينها عوازلُ قوية، يُحزنني أنني لا أستطيع إختراقها والذهاب إليها وربما هذا الأفضل لكنني سعيدة لرؤيتها من بعيد والله أعلم، أشعرُ أنها كذلك..

---

وإحداهن تلك التي تحملُ طفلةً لطيفة بيديها تُشبهها كثيرًا، تتبادلان الحديث بأعينهما، أخشى الإقتراب منهما، لا أُريد أن أقطع حوارهما اللطيف..
وبينما أكمل السيرَ أُصادفُ تلك التي تحدقُ بالقمر، كأنها تقول "أنظر إلي كم أنا مُضيئة بحياة عائلتي كم أنا عليّ أن أكون كذلك ولو أحرقت نفسي لأجلهم مهما حدث"..
أنتِ فعلًا كذلك أنا أثقُ بك..

---

وهناك التي تُشبهها نوعًا ما، لكنها تحملُ أعباء عائلتها بيد، وبيدها الأُخرى تحملُ أحلامها وتحاولُ منذ أعوامٍ طويلة صعود ذلك السُلم..
إن ناديتها الآن، ستنزلُ من أجلي ستعود لنقطةِ البداية ولا أُريدُ هذا..

---

وأخيرًا تلك التي تقرأ كتابها بصمت، ما إن تمل من القراءة تُمسكُ فرشاتها وتُلقي بعلبِ الألوان حتى تملأ الجدرانَ أمامها، ما إن تعودُ للجلوسِ بين تلك الكُتب أستغلُ الفرصة لأجلس بجانبها، هي الوحيدة التي يُمكنني أن أضع رأسي على كتفها بدون قلق عليها ربما لأنها تشبهني بشكل ما من الداخل وما إن فعلت..
شعرتُ أن تمثالًا حجريًا يكادُ يتحطمُ فنهضتُ من الخوفِ بسرعةٍ لأخرجَ من ذاك الباب وأغلقته بقوة وسقطتُ أرضًا بالكادِ ألتقطُ أنفاسي من الُرعب..
ما الذي كدتُ أفعله؟

---

لكن هذين البابين الأخيرين على اليسار..
يؤديان لمدخلٍ وشخصٍ واحد، إنه الوحيد الذي يمتلكُ مقبضين ولونين الأسودَ والأزرق..
إنني أترددُ كل مرة عندما أقفُ أمامهما ..

---

ما إن أمسكُ بمقبضِ الباب الأزرق وأفتحه يخرجُ ذاك العُصفور، وما إن أدخله، أندهشُ كأنني أول مرةٍ أرى هذا المكان..
كل رُكنٍ من أركانه مُزهر، مُخضر، مُثمر، والأنهارُ تجري مع الطيور من شدةِ عذوبتها ونقائها تشتهي أن تتذوقها وتظن أنه من برودتها الطبيعية لن تكتفي بالقليل..
إنه مليءٌ للغاية، الكثير من الأشخاصِ يبدون كأشباح يظهرون ويختفون لا أكادُ أحفظُ صورهم لكن قلبي تُعانقه بهجة وحماس وخجل وغيرة وتوترٌ رهيب لا يُمكنني وصفه لكن..
أين ذاك الشخص؟

---

ألتفتُ لكل مكانٍ حولي لا أجده، ما إن أعي أنني لا أستطيع أن أجده يحل الخوفُ مكان كل شعورٍ في قلبي لما لا أراه أين هو؟ ماذا حل به؟ هل هو بخير؟ سعيد؟ هل هو مُصاب ويختبئ بمكانٍ ما حتى لا نراه وهو هكذا؟

---

ربما هو هُناك خلف ذاك الباب الأسود..
ركضتُ مسرعةً إلى الباب مقبضهُ ثقيلٌ للغاية علي أن أسحبهُ بكل قوتي وما إن فُتح دفعتني تلك الرياحُ للخلف..
هل هذا فضاء جميل مضيء؟ أم ثقبٌ أسود يبتلعك فحسب؟
لا يُمكنني أن أفهم..شعوري متناقض..
هل هو هُناك؟
هل علي أن أدخل لأبحث عنه؟
حتى إن كان هناك إحتمالٌ بأن لا أعودَ مُجددًا؟
ماذا عليّ أن أفعل يا الله؟

View more