وهَيِّئْ لنا يا رب من أيدينا المرتجفة، وكلماتنا التي نرددها في صمتنا، ومن إرتباكنا المُتعَب، وضعفنا الذي في الأعماق، ومن حياتنا التي تُوشك وتُوشك وتُوشك.. ما نشاء وننشُد، ما نأملُ ونستجدي، ما نحلم ونَجد، وما نعيشُ لأجله بدلاً مما نموتُ من خلاله...
بعيدة للغاية، وقريبة للغاية.. وجدت في هذا المشهد صدى مقلقا لما كنت أعيشه.. كنت في آن معا في قلب حياتي وخارج حياتي.. في آن معا ذاتي وخارج ذاتي.. صباح الخير 🌻
ماذا لو منحتك الحياة فرصة واحدة للعودة إلى الماضي هل ستريدون تغيير الماضي أم تعيشوا كل ما مررتم به مرة أخرى ؟
أحيانا أتمنى أن أعود للماضي لأقوم بفعل مختلف ربما أو أسلك طريقاً مختلفاً، لكني أعود فأفكر بأن قدرنا مكتوب وبأننا في تلك اللحظة قمنا بالفعل الذي تناسب مع مقدار معرفتنا وفهمنا وقدرتنا على الاستمرار في ذلك الوقت.. لذلك ليس مهما ما فعلته والقرارات التي اتخذتها في الماضي فقد تعلمت منها دروساً على أيه الحال.. القرارات والأفعال التي سأتخذها في الوقت الحالي هي ما سيهم حقا لأنها ستعكس النضج والخبرة التي اكتسبتها من الماضي وتسهم في صناعة مستقبلي ومكاني من الأشياء التي تهمني حقاً..
”في مرحلة ما من هشاشةٍ نسميها نضجاً، لا نكون متفائلين ولا متشائمين، أقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية الأشياء بأضدادها من فرط ما التبس علينا الأمر بين الشكل والجوهر، ودرَّبنا الشعور على التفكير الهادئ قبل البوح.. وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أين نحن منَّا ومن الحقيقة، نسأل، كم ارتكبنا من الأخطاء، وهل وصلنا إلى الحكمة متأخرين.. لسنا متأكدين من صواب الريح، فماذا ينفعنا أن نصل إلى أي شيء متأخرين حتى لو كان هنالك من ينتظرنا على سفح الجبل ويدعونا إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين، لا متفائلين ولا متشائمين، لكن متأخرين..
لا أريد إستعادة أي شيء، لا الأشخاص الذين أنتهوا من حياتي، ولا شعوري الذي أهدرته فيما مضى، ولا محاولاتي، كيفما كانت.. أريد أن أبدأ من جديد دون غضب، دون ضغينة، دون خوف وندم، هادئة ومستقرة، لا يعرقل خطواتي ماضٍ، ولا خوف من المستقبل، أنا بكامل سكينتي.. واللحظة الراهنة فقط..
حتى أولئك الذين ما زالوا يمتلكون الجرأة على تقديم الأجوبة اختاروا لأنفسهم مكانًا يتأرجح بين اللا والنعم، بين الخوف والأمل، بين الغموض والوضوح، بين التشكيل والفوضى، بين الحل والتدمير، بين الحياة والموت، بين الملاك والشيطان..