بل ازرع فيه الدين من نعومة اظفاره والدين يعلمه الكرامة الاسلام الحق علمنا كيف يعز المرء نفسه والمؤمن القوي احب إلى الله من المؤمن الضعيف
لكن تنازلنا عن الدين واخذنا الدين والعلم من ناس ضعيفة هذا الذي زرع الضعف والازدواجية في الناس
هذا كلام إنشائي يسهل قوله ويصعب تطبيقه .. ثم أنك أرجحت رأيي بإستشهادك "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" دليل آخر على إمكانية وجود المؤمن الضعيف وازدواج الدين مع الضعف، ولك في المتدين السلفي الخاضع للمستبد والمتصوف الخاضع للمستعمر أسوة سيئة .. فالله على الإتعاظ والبؤس في التكرار المؤدي لذات النتائج من حولك ..
لا تستعجل بزرع الدين في أطفالك، إبدأ بغرس حس الكرامة وعزة النفس وقابلية التمرد، وبعد تمامها في نفسه إقذف فيه الدين، فيخرج من صلبك مسلم حقيقي بتركيبة صحابي (جاهلي عزيز+دين) بذلك الترتيب، الكرامة أولاً ثم الدين ..
كما أنّ مقياس الحُر هو قوة (الحق) فمقياس العبد هو حق (القوة)، يميل معها أينما مالت، ويخضع للقوي حتى يفنى، فإن مات سيده الأول لا يستقيم حاله بل أورث نفسه للقوي التالي، كما يرث ولي العهد السلطة والمؤسسات فإنه يرث ولاءات هؤلاء العبيد تلقاءً معها .. هذا الشخص - ويتعذر قول إنسان فهو كالروبوت أو أشد جماداً - لا تفلح معه محاولات إقناعه بالحق وتحريره من العبودية بالحسنى، فهو شخص لا يؤمن إلّا بمبدأ القوة، ثم أنه لغى إيمانه وكرامته وعقله وشعوره واستثمرها كلها كرأس مال في الخضوع للسيد، فأصبح خاوياً إلّا من طاعته له، وفطمه منه يعني اللاشيئ وانعدام غاية الوجود بالنسبة له .. فالحل الوحيد هو تجاوزه إلى سيده والتخلص منه بالقوة، فيهرول هو تلقاءً إلى الحق، فيموت وهو في صف الحق لا لأنه الحق ولكن لقوته وسطوته ..
المنطق يصعب - أو أنا أعجز - عن تعريفه، أراه من أقصى حد للمصطلحات؛ كالخير مثلاً ما تعريفه؟ = كل ما هو حسن؟ إذاً وما تعريف الحسن؟ = كل ما هو خيِّر؟ فهنا لا مجال لتعريف المُعرّف به لغيره .. المنطق إصطلاحاً مفكّك أصلاً فيصعب تعريفه/تفتيته أو إعادة تدويره، ولكنه إستخداماً هو أقرب إلى وحدة القياس، كالسنتيميتر والجرام، لقياس المعقولية في اللفظ أو الفعل .. ومع ذلك من المُجدي أحياناً تعريف النقيض لتبيان المرغوب بتعريفه، كتعريف ماهو مُبيض وإستبعاده حتى بظهر المُسود .. وبهذا يسهل تعريف ما ليس منطقياً؛ فهنالك نواقض وخوارم عديدة للمنطق من السهل حصرها ..
على سبيل المثال:- لنقل في عملية معرفة الشيء واستكشافه هل تعرف الكل هل تعرف الشيء ككل أولا ثم تبدأ بتجزيئه والتعمق به أم تعرف جزءا منه ثم تتدرج إلى كله؟