كيف يكون الزهد في تلك الحياة التي دائمًا ما يقال عنها متاع؟ ، وهل ممكن الزهد والتنازل عن الأشياء الممتعة يكون حلًّا أوفى للإكتئاب ؟
الزُّهد هو (إسراع) في اختصار الطريق إلى الوجهة بلا انغماس في مُغريات، وهو (راحة) في التخفف من حمل زاد الرحلة، وهو أيضاً (قوة) في الجرأة على الإستغناء -طوعاً- عن الإضافات والكماليات ..
الشغف مرتبة متقدمة من مراتب الحب، ولا أحسب الحُب - بدرجاته - يُكتسب ابتداءً فضلاً عن أن يُستعاد .. ولعلّه من الأشياء القليلة التي أجلَّها الله من تكلُّف الإنسان وتصنُّعُه لها، وإنّما تأتي سجيّة فقط وعن طيب خاطر ..
الإكتفاء هو الإستغناء، حيث لا موضع فراغ لزيادة ولا حيِّز نقص لإتمام، ومُستوفىً هذا المعنى في إسم الله (الصّمَد) ؛ فالصّمَد هو المُكتفي والإكتفاء هو نديم الكمال .. والإكتفاء بالذات هو الشبع الداخلي والإستغناء عن كل عامل خارجي، ولكن ولأنّ الإنسان ناقص لا يصل لهذه الحالة إلّا أن يملأ جوفه بالله ..
" وَلا عَيْبَ فيهِم غَيرَ أَنَّ سُيوفَهُم بِهِنَّ فُلولٌ مِن قِراعِ الكَتائِبِ .. " يقول الذبياني، ويقصدنا والله أعلم، بأنّّ سُيوفنا من كثرة ضربنا بها ما عادت مسنونة الحواف كما ينبغي، وأنّ ذلك هو عيبنا الوحيد ..