خالد بن الوليد على فراش الموت : لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما فى بدنى موضع شبر إلّا وفيه ضربة سيف أو رمية سهم أو طعنة رمح ..ابن عبدالله على فراش الأسى : تالله لقد شهدت مائة ذكرى أو زهاءها، وما فى قلبي موضع شبر إلّا وفيه ضربة رفيق أو رمية حبيب أو طعنة عزيز ..
مساء النور ..مداواة الجروح تتخذ منحنيان، إمَّا التفرُّد بها أو مشاركتها مع الغير، ولكل منهما نفعه وضرهر .. فالتفرُّد بالجروح بدفنها في الداخل عبر التناسي يحفظ ماء الوجه، ويحول دون نتأ الآخرين لها، ولكنه مع ذلك حل طويل الأمد ثقيل على النفس .. وأما مشاركة الجروح مع الآخرين حديثاً أو كتابةً فأيسر على النفس وأسرع فاعليّة وأكثر راحة، ولكنك بالمقابل تمسي عاري الظهر مكشوفةً نقاط ضعفك .. وهنا تأتي فائدة مواقع التواصل حين تنشئ حساب بإسم وهمي - غمزتين - فتحوز كِلتا الحُسنيين .. راحة بعد كشف ما تثاقل عليك من الجراح، ومستمع غريب لا يعرف عنك إلَّا ما تريد له أن يعرف ..
غالباً يكون التأثير الأكبر على الفرد بوجود مكتبة أو قارئين من حوله في الصغر .. وأما علاقتي أنا مع الكتب فإنني ملول جداً في القراءة، ولهذا لم أعدّها يوماً كهواية أو تسلية، وإنما تدفعني إليها الحاجة والإلحاح والشعور بنقص معرفي ما .. فأنتشي بها فقط إذا أضاءت زاوية ما بعقلي لم يصلها النور .. وما أجملها حين أقرأ ما يُثير عليّ تنهيدة لا إرادية أو يُجبرني الإندهاش على تغيير جلستي أو أستشعر تسارع طفيف بنبض القلب ..
يسهل تعريف الحزن بتعريف شقيقته = السعادة.. ولو فسّرت السعادة كشعور ستجدها أشبه بالإتِّساع والإنشراح، كالشهيق الطويل، أو الذراعان المبسوطتان، توازياً مع إحساس داخلي بالخِفّة والدفء .. والحزن بالمقابل أقرب إلى الضيق والإنكماش، من الزفرات والتنهيدات إلى خفض الرأس وتقوقع الجسد والعبوس، مع شعور بالبرود والثقل .. مما يجرّني للتفلسف زاعماً علاقة السعادة-الحزن بالقانون الفيزيائي القائل بتمدد المادة مع الحرارة، وانكماشها مع البرودة ..
حيهلا بمولانا ابن عبدالله .. شدّتني قصة جارك :)
وخطر ببالي مباشرةً موقف اللص الذي كان مع الإمام أحمد في السجن حينما حثّه - وهو لص - على الصبر على سياط المأمون .
الله يحييك محمد، صحيح سبحان الله .. بل ومن الصحابة أنفسهم من شرب الخمر وآخر ارتكب الزنا، وما تعذَّرا بذلك من حب دين الله ونُصرته بالسيف أو الكلمة .. فالذنوب لم تكن يوماً عائقاً أمام الدعوة، وإصلاح المجتمع ليس مشترط دائماً بصلاح الفرد، ولكنّ الشيطان يفعل ما يفعل من تثبيط لجر المذنب لتحقير نفسه ..
جاري الذي يقطُن في الشقة الملاصقة لشقتي سِكِّير يدعو النساء ويدخن الحشيش .. ويحدث أن أخرج لإلقاء كيس القمامة فأجده يدخن بالممر، فيوقفني لدقائق ليفضفض لي عن همومه ويحدثني عن الوفاء والإحسان في الإسلام .. ولكن في المرة الأخيرة كانت محاضرته عن واجب تكاتف الأمة الإسلامية ونبذ العنصرية والتفرقة على أساس الوطنيات .. وفي الواقع مثل هذه المواقف الطريفة لابد من التوقف عندها ولمس ما بباطن قشرتها الفكاهة .. إذ كيف أنّ الغيرة على الإسلام ومصير أُمَّته إمتدّ ليشمل المذنب ومرتكب الكبائر .. أليس رائعاً كيف أنّ هذا الدين لا يقصي من نُصرته فرداً، ولا يصُد أو يترفَّع عن محبة فرداً فيه ولو كان هائماً في مستنقع من الفواحش ..