القناعة الآن هي كل مكان أرضي له سلبياته وإيجابياته، ولعلها حكمة الله في استئثار الكمال للجنة لاحقاً، لذا لا أتمنى بلداً بعينه ولكن ما فيه الرزق والكرامة والأحباء ..
هل البرامج مثل المسامح كريم والصدمة لها فائدة تعود علينا ك متفرجين؟ هل تؤثر أم هي نوع أخر من المتعة؟
كلما إزداد وعي الإنسان تنافر مع الإعلام التلقيني (التلفاز والصحف) والمتداول وما تطلبه الجماهير .. وفضل الإعلام الإنتقائي (الإنترنت) بحثاً وتمحيصاً واختياراً ..
الحرية هي التملُّص، والتملُّص هو ممارسة الإستغناء، والإستغناء دليل الإكتفاء، والإكتفاء (الزُّهد عن الخارج) يشترط الإنكفاء (الوُلوج إلى الداخل) .. ولذا بقلب تلكم الأسباب، يصل الإنسان إلى الحرية حين ينكفي فيكتفي فيستغني فيتملّص ..وليست مجمل الحرية حسنة؛ فهي نصفين: التملُّص من الحقوق (واردات للذات) وهو محمود، والتملُّص من الواجبات (صادرات إلى الغير) وهو مذموم .. النصف الأول (الحقوق): كأن تستغني -إستقلالاً وقدرةً- عن حقوقك في مال أبيك أو في مدى تقبُّل الناس لك .. والنصف الآخر (الواجبات): كأن تستغني -إستقلالاً وقدرةً- عن مسؤولية رعايتك لأبيك أو صدّك للناس المتقبِّلة لك .. إسعى لتحصيل أكثر ما يمكن من نصف الحرية الأول ثم توقف دون التعدي للنصف الثاني ..
مارأيكم لو طُبق قانون إنتقال الأبناء من سن ١٨ في منزل خاص بهم والإعتماد ع أنفسهم؟ هل أنت حاليًا قادر ع مسؤولية نفسك؟
أكثر من قادر وقد عشت لوحدي ٨ سنوات في غربات بعيدة .. ولا أظن وجود تجربة مثل الإستقلال الذاتي بتنمية الإعتماد وحس المسؤولية .. فوائدها جمّة للأبناء طالما لم يحتاجهم الآباء وإلا فيصبح عقوقاً وإهمال .. ولست معها كقانون يفرض ولكن كخيار تفضيلي، وشخصياً أنوي رمي كل ابن لي (الذكور فقط) في بلد بعيد مختلف بعد إنتهائهم من الثانوية ..
النسيان هو الحالة الطبيعية الدائمة للإنسان، أما التذكر فهو الحادث والطارئ .. ولذا مشكلتنا تكون حقيقةً مع التذكُّر، الذي يتوجب ١.حضور ذهن و ٢.وقت فراغ، فلتكبح ذهنك بالتناسي وتحاصر وقتك بالإنكباب في البدائل ..
هل طبيعي إن الشخص يتمنى الموت ويكره الحياة ليس بسبب مصيبة يكرها ، ولكنه لم يحاول أبدا قتل نفسه إِيمَانًا بالله ؟
عادي، بل ومعقول في عصر الحداثة هذا وماديّة القيم وخبوت الروحانيات، وتقديس الأغلفة وتغفيل المكنون، وإضراب الفطرة .. _ تعريج: إن أحسنت توظيف وتوجيه هذه الكره للحياة، ستتصدر مرابع الناس بالشجاعة والكرم، ستبدو ضخماً وهم أقزاماً؛ فأنت تتلِف غير مبالياً بالوقت الذي يتدافعون هم بالتكديس .. وكذلك ستحوز قوة نفس جليّة برجاءك للموت، ذلك لأن الموت هو الحد الأخير للدنيا، فعدم الخشية من الموت تجُب كل خشية دنيوية قبله؛ ستمتلك إقدام إنتحاري مُندفع نحو معسكر كامل للعدو، أو هِمّة قطة حوصرت مع صغارها في زاوية جدار، أو عطاء صحابة/صحابيات (..يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ..) .. إذا أنت بايعت نفسك على الموت، فماذا سيعني كل ما دون ذلك من كرّ الحياة ومشاقها؟ طالما أقرنت ذلك بخشية الله وحده ..
أعجبتني مقالة أحدهم بأنها كشفت أكذوبة إنسان الألفية الثالثة وزيف قدراته وإمكانياته؛ فبعد أن ظنّ البشر أنهم صاروا أرباب التكنولوجيا وأسياد التطور وأنهم تربّعوا على قمة الحضارة، فإذا بهم في العام ٢٠٢٠ قد حبسهم الذُّعر بالبيوت، يتعلّمون من البداية كيف يغسلون أياديهم ..
بداخلي خمسيني مُتديِّن بشوش لطيف مُتعفف، صوفي التعلُّق بخالقه، يُناجي ويدمع، يقشعر ويخشع .. وهناك أيضاً فتىً صعلوك الديدن له نصيب من الرعونة، سواقته - زي وشه - بوصف أمّه، فهو يتحول تلقاءًا إلى همجي خلف عجلة المقود، بذيئ مراةً وعصبي كذلك .. وآخر مُسلم أفلاطوني الإعتزاز، فخلافاً لسيل الصفعات أثناء مشاهدته لواقعه بنشرات الأخبار، ناظره يؤوب ويعود لساعة الجدار في إنتظار "عاجل" إعلان قيام الخلافة الإسلامية .. وأخير جاهليّ سليط متشائم وضيِّق الصبر، ساخط على الدّهر زماناً وسُكاناً، يحتقر أمانيهم ويرثي حالهم ويستهجن فعالهم، مع أنه معهم في لبس الجينز وامتصاص السموذي ..