حتى وإن تعلّمت كيف تُصادق نفسك، وكيف تستمتع بوقتك دون الحاجة لأحد.. ستظل بحاجه لأنّ تمتلك شخصًا تُخبره عن تعب الليالي، عن ألمُك وأحزانك المُتراكمه، عن ذُبولك وصمتك.. تحتاجه حتى لتُخبره كيف تقضي ذلك الوقت وَحدك
أنا حزينٌ، لأنني توقفت عن حب الأشياء التي كنت أحبها، لأنني لا أستطيع ممارسة أي نشاط بشغف، لأن حياتي كلها عبارة عن إكراه، لأن السفن لا تسير كما تشتهي الرياح، لأن الأحلام تبقى مجرد أحلام ولا تتكرر مجدداً, لأن الواقع عبارةٌ عن جحيمٍ لا مهرب منه.
لا تشرح لأحدٍ طريقة حُبّك، ولا طريقة حزنك، ولا الطريقة التي تكتب بها.. لا تشرح لماذا هذه الأغنية تحديدًا، أو لماذا تستيقظ في وقت متأخر من الليل، لماذا تفضّل الكلمات الموجعة، أو لماذا لا تنسى سريعًا، لا أحد له علاقة بهذا.. لا أحد سيفهم شيئًا من هذا، وفّر وقتك وطاقتك، ولا تشرح شعورك لأحد
كل شيء في حياتك درس، من لجئت له خوفًا ولم تجد طمأنينة، من أحببته بدفء وأحال دفئك إلى صقيع، من لم تستطع النوم يومًا من أجل خيبته التي تحولت إلى أرق، من كان البريق في عينيك واليوم هو سبب إمتلائها المفاجئ بالدموع. دروس، وإن سحقتك، تأخذ روحك، لتضع بك روحًا أشد قوّة للمواجهه، والنسيان
حاولت مرارًا أن أخبرك، أن القلوب لا تظل على حالها، أن الحب وحده لا يكفي، وأن العِناد سيكون بداية النهاية بالنسبة لنا، أخبرتك أن الصبر يَنفد بعد طول الهَجر، وأن كل الذين يقفون إنتظارًا لابد أن يأتي يومًا سَتخور قواهم وتتعب أقدامهم ويرحلون. حاولت، ولكنك 'بكل أسف' لم تُصغِ.
سلام عام السلام على كل الأصدقاء السلام على سكان الارض جميعا . سلام خاص السلام على الرائعين الذين عرفتهم وعلى الذين لم اعرفهم بعد, السلام على المشردين و المنسيين و على كل تائه السلام على الشيوخ و العجائزوعلى الاطفال و البرائة .السلام على الاماكن الباردة الهادئة الطيبة على سطح هذه الارض. السلام
كُنت و مازلت كَ أي شخص طبيعي يكره أن تكون مشاعرُه مكشوفه للجميع ، شخص يُريد أن يحتفظ بتفاصيلُه لنفسُه ، شخص لا يُريد أن تتحاكيَ سيرتُه علي ألسُن الناس ، شخص يحرص ألا يُفكر أحد بعواطفُه أيا كانت طريقة تفكيرُه ، كُل هذا الحرص تسبب في أن أكون غريباً ، و أن أرحل دون أن أُعطي لأحد فُرصه تُمكنُه من إصدار الأحكام عليِ ، كُنت و مازلت أخاف من فكرة أن تنكشف شخصيتي الحقيقيه لأحد ، أردتُ أن أكون كَ الماء بلا لون و لا رائحه ، و إكتشفتُ أخيراً أن للأمر صِله بالخوف ، الخوف من الإلتزام الّذي يدفعُني لبقاء علاقتي بأي أحد سطحيه ، أردتُ ذَلك الغموض الّذي يجعل رحيلي مُمكناً و عادياً في نهاية المطاف ، كُل ما أُريدُه أن أتعامل مُعاملة عابر السبيل في هذا الواقع المُتطفل